دخول العلويين بلاد الغرب
ذكر أبو الحسن على بن محمد بن سليمان النوفلى «1» أن إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن على بن أبى طالب رضه انهزم فى وقيعة فخ سنة 169 [- 786] ، فاستتر مدة، وألح السلطان فى طلبه وضاقت عليه المذاهب، ورغب فى الهروب من بلاد المشرق فخرج معه راشد، وكان من موالى العلويين، وأصله من البربر ليثويه «ا» فى قومه، ويأمن من عدوه. وكان «ب» راشد عاقلا شجاعا أبدا، ذا فهم ولطف وحزم، فخرج به فى غمار الحاج وغيرّ زيه وألبسه مدرعة من وحش الثياب وصيّره كالغلام يخدمه، وإن أمره أو نهاه أسرع. فسار به مستخفيا من موضع إلى موضع حتى قربا من بلاد إفريقية، فترك الدخول به فى بلاد إفريقية «ج» ، وسار به إلى بلاد البربر حتى انتهى إلى بلاد فاس وطنجة، فنزل به فى مدينة وليلى «2» ، وكانت مدينة رومية قديمة بطرف جبل زرهون فى الغرب منه؛ وتسمى الآن تيسرة. فنزل بها على اسحاق بن محمد بن عبد الحميد الأوربى، وكانت أوربة آن ذاك من أعظم قبائل بلاد المغرب، وكانت لها «د» مدن كثيرة منها مدينة سكوما «3» ، وكانت على مقربة من فاس، وكانت مدينة عظيمة لم يكن بالغرب أعظم منها. يقال إن موسى بن نصير لما دخل بلاد المغرب، نازل مدينة سكوما وحصرها حتى افتتحها عنوة، وأخذ فيها سبيا كثيرا، وكتب إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان يقول له: قد بعثت إليك بسبى مدينة سكوما، وهو مائة ألف رأس «ر» ؛ قيل فكتب إليه الوليد بن عبد الملك: ويحك أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقا، فهذا حشر الأمم؛ وكذلك يقال إنه قتل فيها ما لا يحصى له عدد «س» . وكان اسحاق