responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب نویسنده : البيهقي، ظهير الدين    جلد : 1  صفحه : 69
ولم يزل له إمام سرير الملوك قدم صدق، يطلع في سماء الفخر بدره، ويوطىء أعناق النجوم قدره، وأقل ما يعد من محصوله جمعه بين ثمار الأدب وأصوله ووصفه بأنه ينثر فينفث في عقد السحر، ويحلق إلى الشعرى إذا اشف فأما ما وراه من العلوم الإلهية التي أجال فيها الأفكار، وافتض منها الأبكار فمما لا يحصر ولا يحد ولا يعد.
وقد حضرت بغداد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، فانحدرت منها إلى البصرة، فإذا ذكره الذي سار ودوخ الأمصار وطار فنقب الأقطاب والأقطار، وقد سبقني إليها وترادف على أثري منه ما زاحمني عليها.
ورأيت ديوان شعره في دار الكتب ببغداد.
ومن منشوره رحمه الله في الحكم: من استغنى عن الدنيا فكأنه دعاها إلى الاتباع، ومن حرص عليها فكأنه أغراها بالامتناع.
وقال: الإجمال في الطلب والمداراة للنوب يؤميان إلى النجاح، ويؤمنان من الافتضاح الهائب. النجدة الاستهانة بالموت، ومن استهان به فقد نجد. التواضع أمان من التقاطع والتملق أمان من التفرق. والتغافل عن بعض الأمور تغافل، والتناعس في بعضها تكايس، ليس للفسوق سوق، ولا للرياء رواء، والصدقة تمنع النفوس من الرقى إلى الراقي.
ومن رسالته: الحمد لله الذي جعل الدولة السلجوقية محفوفة بالإعزاز أين توجهت راياتها، مكنوفة بالإعجاز أين تليت آياتها، ومنصورة بالرعب سيرة شهر بل عام، ومعتادة للظفر بمرام بعد مرام، وإرغام للدول بعد إرغام.
وقد كتب رسالة بأقلامه في فتح هرات، منها: ماشيت من يناسب ويباسق ويطابق، واستعاره من أخياره من أخبار، والتفاتة إلى آثار، واختلاسة من أشعار، وإنما اعترف منشيها من بحر غزير إذا اغترف سواه من نهر أو غدير.
وله قصيدة فيها مدح الوزير شمس الكفاة سيد الوزراء أحمد بن محمد بن عبد الصمد في سنة خمس وعشرين وأربعمائة أولها:
وقفنا على دار لريا نزورها ... وقد خف أهلوها وغارت بدورها
أزرنا دموع العين دار التي لها ... على البعد طيف لا يزال يزورها
عذيري من عين تفيض غروبها ... نجيعاً ونفس قد تناهى غرورها
إذا اعتادها الشوق استجارت من الجوى ... بأسراب دمع ضاع من يستجيرها
وله:
لو كنت أعلم أن هجرك دائم ... لمنعت حبك أن يطوف فؤادي
أو كنت أعلم أن نوءك مخلف ... لمنعت طيفك أن يزور وسادي
ولكنت أرمج فيك فيض مدامعي ... وسلو أحشائي وطيب رفادي
لكن ظننت بأن وجدي ربما ... يجدي ويغنم فيك طول جهادي
ويجود لي حث الجياد وكدها ... بالري من غللي وفرط جوادي
ولربما أكدي وإن بلغ المدى ... حذق الطلوب وحيلة المرتاد
وابن أخيه السيد أبو الحسن علي بن أبي طالب هو والد السيد الأجل شرف الدين، من أغصان تلك الدرجة العليا، ومن أزهار تلك الروضة الغنا: قال الشيخ أبو عامر الجرجاني: رأيته يروي بين يدي عمه شعره.
وأسارير وجهه يترق ... ولسانه بالحمد والشكر ينطق
وشعره مذكور في كتاب قلادة الشرف، ومن منظومه قوله:
أذقت وحجري بالمدامع سرق ... وقلبي إلى شرفي رامه شنق
وما زلت أحمي بالنصر مهجة ... يكر عليها للصيابة فيلق
لقد تال أعلاق النباهة من له ... بخدمة مولانا الوزير تعلق
وزير عبد الملك حصناً ممتنعاً ... ومن رأيه للحصن سور وخندق
يفوح إلينا من نسيم خصاله ... أريج كريح المسك بل هي أعنق
أعزله في كل حلبة سودد ... مساع إلى نيل المحامد سبق
والسيد الأجل شرف السادة له أولاد وأحفاد، وقد رأيت من أحفاده السيد فخر الدين أبا جعفر محمد بن إسماعيل بن محمد شرف السادة بنيسابور في شهور سنة تسع وثلاثين إلى أواخر شهور سنة اثنين وأربعين.
وكان بنيسابور مقيماً، وكان في خدمة السلطان الخاقان محمود بن محمد نعراخان حين كان الخاقان بسمرقند، وكان بعد ذلك في خدمته إلى أن قضى نحبه ذلك السيد رحمه الله، وابنه جمال الدين الحسين.

نام کتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب نویسنده : البيهقي، ظهير الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست