نام کتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب نویسنده : البيهقي، ظهير الدين جلد : 1 صفحه : 16
نسميه الفضول إذا عقدنا ... يعز به الغريب لدى الجوار
ويعلم من حوالي البيت أنا ... أباة الضيم نهجر كل عار
ولم تكن الرفادة والحجاية والسقاية والدار الندوة واللواء والنيران إلا لبني هاشم في الجاهلية، وسائر قريش تبع لبني هاشم. ولا يخفى تفاوت ما بين التبع والمتبوع.
فقريش طلقاء قصي حين رد عنهم شابور الملك، كما تقدم. وعتقاء عبد المطلب حين رد الله عنهم أبرهة صاحب الفيل بدعاء عبد المطلب حين قال: للبيت رب يحفظه. ثم قال: اللهم إن المرء يحفظه في رحله وبيته، فاحفظ بيتك، فأرسل الله على أبرهة طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.
وكان هاشم يطعم الحاج كل سنة من خاص ماله، ويزود كل فقير حتى يصل بمعونته من مكة إلى بيته، فأراد أمية أن يطعم الحاج سنة فاستأذن، فأذن له هاشم، فنفد مال أمية وما تيسر لهمة الحاج، فغضب من ذلك هاشم، ونحر في الحال من خاص ماله ثلاثمائة جزور، وأمر باتخاذ الفالوذج من العسل المصفى، وأطعم الحاج وردهم إلى مواطنهم، وزود الفقراء منهم، وغضب على أمية وطرده وقال: لم تفعل ما لا تستطيع فعله.
وكان عبد المطلب أيضاً يطعم الحاج، ويوقد المشاعل كل ليلة للحاج، وكانت سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام في يديه، وكان هذا الرسم جارياً إلى عهد رئاسة العباس بن عبد المطلب، حتى جاء الإسلام وظهر أمر الله.
وليس في بني هاشم أحد إلا وقد اشتق له من فعله الكريم وخلقه العظيم لقب، فأول ذلك هاشم.
وقيل: حضر حرب بن أمية مع عبد المطلب عند نفيل بن العربي للمحاكمة والمفاخرة، فقال نفيل لحرب بن أمية: أنا أتعجب من إقدامك على عبد المطلب للمفاخرة وأنشد:
أبوك معاهر وأبوه عف ... وذاد الفيل عن بلد الحرام
وذلك أن أمية تعرض لامرأة من بني زهرة فضربه رجل من بني زهرة بالسيف، فأراد بنو أمية إخراج بني زهرة من الحرم، فما تيسر لهم ذلك.
وقال معاوية لدغفل النسابة: ما تقول فينا وفي بني هاشم؟ فقال دغفل: بنو هاشم أطعم للطعام وأضرب للهام. وقد جمع دغفل في كلامه بين السخاوة والشجاعة. ولا فضيلة للعرب وراء هاتين الفضيلتين.
ثم قال لمعاوية: أنت من هاشم في بيت مكرمة، ولا بني المصطفى الصيد للميامين، فحلم عند معاوية وسكت.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما افترقت فرقتان إلا كنت في خيرهما.
وقال صلى الله عليه وآله: بعثت من خير قريش.
وإن كان الفضل تكثر العدد، فولد عبد الله بن العباس وولد زين العابدين رضي الله عنه من الكثرة في حد لا يضبط أعداد أولادهما الحساب، وهل في بني أمية وبني مخزوم مثل زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما، ومثل علي بن عبد الله بن العباس، ومثل علي بن عبد الله بن جعفر الطيار؟ وهل فيهم في السخاوة مثل عبد الله بن جعفر الطيار؟ الذي وهب في يوم واحد للفقراء والمحاويج وأبناء السبيل ثلاثمائة دينار. ومثل عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ومآثره في كتاب ذكر الأجواد مشهورة.
وفي بني هاشم رجل ولدته أمان من أمهات المؤمنين، وهو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ولدته خديجة أم المؤمنين وأم سلمة أم المؤمنين، وولدته مع ذلك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة بنت الحسين رضي الله عنه.
قال واحد من بني هاشم:
لما تخير ربي فاصطفى رجلاً ... من خلقه كان منا ذلك الرجل
لنا المساجد بناها وتعميرها ... وفي المنابر فقدان لنا ذلل
وإن كانت لقريش فضيلة على العرب بأن رسول الله صلى الله عليه وآله من قريش، فإن لهاشم ذلك الفضل أكثر وأوفر، وإنما فضل العرب برسول الله صلى الله عليه وآله، فبنو هاشم بذلك الفضل أولى من غيرهم.
والخيزران وزبيدة امرأتان من بني هاشم قد بذلتا من الأموال في سبيل الخيرات ما لم يبذله بنو أمية بأسرهم في مدة ملكهم، وآثارهما في طريق مكة باقية.
وكان من حكام قريش في الجاهلية شيبة الحمد عبد المطلب، والزبير بن عبد المطلب. وكانت سيدة العرب وأمناءهم على دينهم بنو هاشم، ومن أجواد العرب في الجاهلية هاشم بن عبد مناف، وقال الشاعر يذكر فيه بني هاشم وقال: يا هاشم، والمراد به بنو هاشم.
يا هاشم الخير إن الله فضلكم ... على البرية فضلاً ما له أبد
نام کتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب نویسنده : البيهقي، ظهير الدين جلد : 1 صفحه : 16