نام کتاب : عشائر العراق نویسنده : العزاوي، عباس جلد : 1 صفحه : 271
وفي تاريخ وقائعها ما يعين توسع سلطانها في الماضي وتقلصها في الحاضر. وكان يعد تاريخ اللواء متكونا من (حوادث بني لام) ، وعلاقاتها بولاة بغداد كثيرة. وكانت الدولة تأخذ منها المقرر سنوياً في منتصف المائة الثالثة عشرة ثمنمائة الف قرش تدفع الى خزانة بغداد (2) . ولا شك أن عشائر اللواء من غيرها كثيرة الا انها كانت واسطة التفاهم، وتعد امارتها عامة وتأخذ اللواء بطريق الالتزام أو المقطوع، فالقدرة والإدارة لها. ومن جراء ذلك كانت الوقائع محصورة فيها لأتصالها بالدولة ... فكان من الضروري الاتصال بتاريخ هذه الامارة.
وكانت عشائر بني لام تسكن الحجاز في جبال أجا وسلمى. واصل موطنها اليمن، والتاريخ مملوء بحوادثها، وسبقت عشائر شمر في سكنى العراق وذلك في نحو القرن الثامن الهجري.
ويحكى عن بداوتها أنه كان بعض رؤسائها ابن عرّوج من الفضول. ومنهم من يقول ابن ياسر. كان تزوج بأمرأة ثم توفي عنها، وكانت قد عرفته بصفات حربية، وشجاعة عظيمة. ثم تزوجت بأخيه بعد وفاته فقالت في وصفه حينما سئلت عنه:
الزول زوله والحلايا حلاياه ... والفعل ماهو فعل ضافي الخصائل
تريد أن تقول ان هذا يشبه زوجها الاول في شكله وعلاماته الشخصية مشابهة تامة الا انه يختلف عنه في أنه لم يكن فعله فعل زوجها ذاك، ولا عمل ما عمله. وكان كامل الاوصاف دونه.
ويقال انه طرق سمعه ما نطقت به، فعزم على الغزو. ذهب في طريقه وبعد أمد عاد الى أهله بغنائم كبيرة وأموال وافرة ربحها في هذه الغزوة، فاراد أن يبرهن على أن خصاله كاملة، فأنتبهت للامر، فرحبت به بقصيدة كانت السبب في ان يغضي عنها، ولا ينتقم منها. وردوا العراق، وحصلوا على ما يعيشون به دون عناء مما أمات فيهم روح الغزو رويدا، وزالت نفسيات الحروب، مضى أمد طويل قضوه بالحروب للتسلط بنطاق واسع في لواء العمارة وما والاها. وأن هذه الحالة أدت الى الراحة والدعة.
وفي هذه الحالة قطعت مراحل. وأصابتها حوادث فلّت من قوتها. ومن نظر الى مئات السنين وجدها تطوى سريعا، والتبدل يشاهد قليلا. وجلّ ما هنالك أنها تحكمت بالعشائر الصغيرة مدة، ثم قويت، فأنتزعت منها السلطة رويدا رويدا.
ويحتاج تاريخ تلك الحياة في العراق الى بسط زائد. وهذا محل ذكره التاريخ.
2 - الانساب والفروع: بعض العشائر تحتاج الى الاستدلال بأوضاع لمعرفة أصلها، وعلاقة نسبها الا ان هذه العشيرة حافظت على أنسابها وعلى كثير من عوائدها القديمة مما لانضطر في معرفته الى بذل جهود. وان أهم ما هنالك اسم العشيرة القديم و (نخوتهم) . قال الشاعر:
الا ابلغ بني لام رسولا ... فبئس محل راحلة الغريب
اذا عقدوا لجار أخفروه ... كما غرّ الرشاء من الذنوب
وما أوس وان سودتموه ... بمخشي العرام ولا أريب
أتوعدني بقومك يا ابن سعدى ... وذلك من ملمات الخطوب
وقال آخر:
كيف الهجاء وما تنفك صالحة ... من ابن سعدىبظهر الغيب تأتيني
جاء هذا صفحة كاشفة عن نخوة قديمة (اخوة سعدى) وينطقون بها (سعدة) ولعل أعظم شئ فقدته لغتها القحطانية. زالت الفاظ كثيرة منها، وتغيرت لهجات عديدة من جراء الاختلاط بغيرهم ...
وقال البسام: " بنو لام ذوو القدرة والتمام، والاكرام لنزيلهم والانعام. وهذه القبيلة السامية الجليلة تنقسم الى فرقتين وهم البلاسم، والعبد الخان. وشيوخهم عرار وعلي خان. عددهم ثلاثة آلاف سقمان. وأما الخيل فألفان، كلهم فرسان. " اه وجاء في نهاية الارب: " قبيلة من قبائل طئ، وهم بنو لام بن عمرو بن علية بن مالك ابن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة ابن طئ ... قال ابن سعيد ومنازلهم في المدينة الى الجبلين، وينزلون في اكثر أوقاتهم مدينة يثرب، وذكر الحمداني ان بني لام داخلون في امرة امراء آل ربيعة من عرب الشام ... " اه (1) وهذا النص المذكور يشير الى أيامه بوجودهم في الحجاز، وأيام امارة آل ربيعة في عهد المغول، وجعلهم داخلين في امارتها. وهؤلاء امراء طئ.
وزاد الحيدري:
نام کتاب : عشائر العراق نویسنده : العزاوي، عباس جلد : 1 صفحه : 271