نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 376
منه عشرين لطعة، فغمه ذلك، فأرسل إلى سعيد بن المسيب من قصها عليه، فقال سعيد: تلد غلاما يملك عشرين سنة، فولدت هشاما.
قالوا: وأقطع هشام الضيعة التي تدعى دورين فأرسل في قبضها فإذا هي خراب، فقال لدويد وهو كاتب كان بالشام: ويحك كيف الحيلة؟.
قال: ما تجعل لي؟ قال: أربعمائة دينار. قال: فكتب دويد: وقرأها. ثم أمضاها في الدواوين فاتسعت الضيعة وفشت، فلما ولي هشام دخل عليه دويد كالمتقرب بما كان فعل، فلما وقعت عين هشام عليه قال: وقراها، لا يلي لي والله ولاية أبدًا، فأخرجه.
قال: وكان هشام يوما على باب يزيد بن عبد الملك، فنظر إلى بغال تعرض عليه وفيها بغل لم ير مثله حسنا وطهارة خلق، ولين سير فقال:
ما يصنع أمير المؤمنين بهذه الدواب كلها لو أن رجلًا اجتزأ بهذا البغل وحده كفاه، فلما ولي هشام اتخذ البراذين الطخارية والبغال فقال له الرجل الذي حضره على باب يزيد: أتذكر يوم قلت في البغل كذا وكذا؟. قال: نعم، وأنا عليه، ولكنا نرى شيئا نحسد الناس عليه فنحب أن نحويه دونهم.
قالوا: ولما أخرج دويد ثقله أخبر هشام أنه على أربعين جملًا، فأرسل فأخذه. وطلب هشام عسلًا من الخزانة التي هي بالهني والمري [1] والخزانة قرية، فقيل له إن الفقراء والمرضى كانوا يلعقونه فمنع الناس من تلك الكواير، وكتب بجمع العسل وطين الأبواب. [1] نهران كانا بالرقة.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 376