نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 135
أأذكر الجهد والبلوى التي شملت ... أم أكتفي بالذي نبئت من خبر
كم بالمواسم من شعثاء أرملة ... ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممن ترجى له من بعد والده ... كالفرخ في العش لم ينهض ولم يطر [1]
فبكى عمر حتى بلت دموعه لحيته، وأمر بصدقات تفرق على الفقراء في النواحي فقال جرير:
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها ... فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
فقال له: يا جرير أنت من أبناء المهاجرين الأولين؟ قال: لا. قال:
أفمن أبناء الأنصار؟. قال: لا. قال: أفمن أبناء التابعين بإحسان؟.
قال: لا. قال: أفمن فقراء المسلمين أنت فنجريك على ما نجري عليه الفقراء؟ قال: قدرتي فوق ذلك. قال: أفأنت ابن سبيل فنعينك على سفرك؟ قال: قدرتي فوق ذلك. فقال: يا جرير ما أرى لك بين الدفتين حقا.
فولى جرير فقال عون: يا أمير المؤمنين إن الخلفاء كانت تعوده الإحسان، وإن مثل لسانه يتقى، فقال عمر: ردوه فرد فقال له عمر:
يا جرير إن عندي من مالي عشرين دينارا وأربعة أثواب فأقاسمك ذلك.
فقال: بل توفر يا أمير المؤمنين وتحمد.
فلما خرج تلقاه الناس فقالوا له: ما وراءك؟ قال: خرجت من عند رجل يعطي الفقراء ويمنع الشعراء، وإني له لحامد. ولم يذكره بسوء. وقال فيه حين مات:
[1] ديوان جرير ص 210- 211.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 135