نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 427
وكونا بخير قبل قتل ابْن مخنف ... وكل فتى يوما لبعض المذاهب
أمات دموع الشيب من أهل مصره ... وعجل في الشبان شيب الرواسب
وَقَالَ أيضا:
ثوى سيد الأزدين أزد شنوءة ... وأزد عمان وهو رمس بكازر
وصابر حَتَّى مات أكرم ميتة ... بأبيض من بيض الحديد البواتر
فِي أبيات.
وواقع المهلب الخوارج مرات صابرهم فيها وصابروه، وَكَانَ الحجاج يوجه إِلَيْهِ من يأخذه بالقتال والمناجزة، ووجه إِلَيْهِ أمينا فكتب بخبره، فَقَالَ الشاعر فِي أبيات لَهُ:
فمن مبلغ الحجاج أن أمينه ... زيادا أصابته رماح الأزارق
وكتب الحجاج إِلَى عتاب بْن ورقاء، فصار إِلَى المهلب، فكان عَلَى جيش عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مخنف.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيّ: بعث الحجاج الجراح بْن عَبْد اللَّهِ إِلَى المهلب مستحثا بالمناجزة، فَقَالَ المهلب: يَا أبا عقبة مَا تركت حيلة أبلغ بِهَا مكيدة إلا وقد أعملتها، وقد انتهيت فِي قتال هذا العدو إِلَى العذر، ولكن البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه دون من يعمله.
وكتب الحجاج إِلَى المهلب: «إنك أقمت فِي خندق احتجارا من قتال هؤلاء المارقة» ، فكتب إِلَيْهِ المهلب: «أتاني كتابك تعتب فيه علي عَلَى الخندقة، والخندقة حرز وحصن، وقد خندق رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر اللَّه، وذكرت أنك لا تظن في جبنا وعاتبني معاتبة الجبناء، وأوعدتني كما يوعد العاصي، فسل الجراح عما رأى» . فلما سأل الجراح قَالَ: لم أر كما رأيت،
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 427