نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 360
البلاء، وفقدنا الصالحين من الإخوان- أو قَالَ صالحي الإخوان- وشملتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء، وما أعتذر إِلَى الأمير إلا أكون شيعت عَلَيْهِ، وقد كنت أكتب إِلَى يَزِيد بْن أَبِي مسلم بعذري وأعلمه حالي فصدقه يَزِيد. فَقَالَ الحجاج: قد قبلت عذرك يَا شعبي، وأمر بعطائه فرد عَلَيْهِ وَقَالَ: انصرف مصاحبا.
حَدَّثَنَا يوسف بْن موسى القطان عَن جرير عَن مغيرة قَالَ: دخل الشَّعْبِيّ عَلَى الحجاج فَقَالَ لَهُ: مَا الَّذِي نقمت؟. قَالَ: لا يسألني الأمير مَا نقمت ولكن ليسلني لم بطرت.
حَدَّثَنِي عمر بْن شبة، ثنا حفص بْن إسماعيل عَن عيسى الحناط قَالَ:
لما ظهر الحجاج عَلَى ابْن الأشعث، جعل يؤتى بالناس فأتي بالشعبي فَقَالَ:
هيه يَا شعبي. قَالَ: أصلح اللَّه الأمير، أجدب الجناب واعترانا السهر، وامتلأنا رعبا، وأتينا فتنة لم نكن فيها أبرارا أتقياء ولا فجارا أقوياء. قَالَ:
صدق الشَّعْبِيّ، خلو سبيله.
وروي عَن مخلد بْن الحسن عَن أسماء بْن عبيد عَن الشَّعْبِيّ قَالَ: هربت من الحجاج فأتيت المدينة.
حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عدي عن مجالد عَن الشَّعْبِيّ قَالَ: لما انهزم ابْن الأشعث ضاقت بي الأرض وكرهت ترك عيالي وولدي، فأتيت يَزِيد بْن أَبِي مسلم، وَكَانَ لي صديقا، وكانت الصداقة تنفع عنده، فقلت: قد صرت إِلَى مَا ترى؟ قَالَ: إن الحجاج لا يكذب ولا يخدع ولكن قم بين يديه وأقر بذنبك واستشهدني عَلَى مَا شئت، قال: فو الله مَا شعر الحجاج إلا وأنا قائم بين يديه فَقَالَ: أعامر؟ قلت: نعم أصلح اللَّه الأمير. قال: ألم أقدم
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 360