نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 348
ولما صار ابْن الأشعث إِلَى رتبيل أعظمه وأكرمه وقام لَهُ الأتراك ولمن مَعَهُ، ووفى بما كَانَ بينه وبينه قبل شخوصه عَن سجستان.
وقدم فلال ابْن الأشعث عَلَيْهِ من كل وجه، فاجتمع إِلَيْهِ منهم عشرون ألفا فأمروا عليهم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن العباس الهاشمي، وحاولوا فتح زرنج، وكتبوا إِلَى ابْن الأشعث فأتاهم فلما صار بزرنج وفتحها أخذ البعار فضربه وحبسه.
وَقَالَ أصحاب ابْن الأشعث حين قرب منهم عمارة بْن تميم بْن فروة اللخمي: أخرج بنا من سجستان ودعها لأصحاب الحجاج وائت خراسان، فَقَالَ: إن بخراسان يَزِيد بْن المهلب وهو رجل شاب شجاع ولن يترك لكم سلطانه لو دخلتموها، ولن يدع أَهْل الشام أيضا اتباعكم فأكره أن يجتمع عليكم أَهْل الشام وجند خراسان.
فَقَالُوا: إنما أَهْل خراسان منا، نرجو إن دخلتها أن يكون من يتبعك منهم أكثر ممن يقاتلك. وهي أرض طويلة عريضة نتنحى منها إِلَى حيث شئنا إن أردنا التنحي، ونقيم بِهَا إِلَى أن يهلك اللَّه عَبْد الْمَلِكِ والحجاج ونرى من رأينا.
فَقَالَ: سيروا عَلَى اسم اللَّه، فسار ابْن الأشعث بأصحابه حَتَّى قرب من هراة فلم يشعر حَتَّى فارقه عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة القرشي فِي ألفين، وأخذ طريقا غير طريقهم، وجعل يفسد النَّاس عَلَى ابْن الأشعث.
وَقَالَ بعضهم: أتى البصرة بعد ذَلِكَ فغلب عَلَيْهَا ثُمَّ هرب.
وَقَالَ ابْن الأشعث لأصحابه إني قد شهدت بكم هذه المواطن فليس منها مشهد إلا وأنا أصبر لكم فيه نفسي حَتَّى لا يبقى معي منكم أحد، فلما
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 348