نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 275
بين يديه، وعجم عيدانها، فوجدني أمرها معجما، وأشدها مكسرا، فوجهني إليكم، ورمى بي فِي نحوركم، فأنتم أَهْل بغي وخلاف، وشقاق ونفاق، طالما أوضعتم فِي الضلال، وسننتم سنن الغي تسائلون ماذا قَالَ أميركم؟ وماذا يقول؟ وها، وها. وإياي وهذه الزرافات والجماعات، وَكَانَ ويكون، وما أنتم وذاك؟ إني أرى الدماء بين العمائم واللحى، وَالَّذِي نفس الحجاج بيده لتسلكن طريق الحق، ولتستقيمن عَلَيْهِ، أو لأجعلن لكل امرئ منكم شغلا فِي جسده، فاقبلوا الإنصاف، ودعوا الإرجاف، وقول القائل منكم: أخبرني فلان عَن فلان، قبل أن أوقع بكم إيقاعا يترك النساء أيامى، والولدان يتامى، فتقلعوا وقد جنيتم العافية، وغنمتم حظوظكم من السلامة، إلا ولا يركبن رجل إلا وحده، ولا يحفظن إلا نفسه. فَقَالَ مُحَمَّد بْن عمير: لله أبوه! لقد كدنا نقع منه فِي شر، وجعل الحصا يتناثر من بين أصابعه.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيّ فِي إسناده: قدم الحجاج فِي سنة خمس وسبعين فِي رجب، فبدأ بالكوفة، فخطب أهلها وتوعدهم، وأرسل إِلَى وجوههم، وإلى كثير من العامة، فَقَالَ: أخبروني عَن الولاة قبلي، مَا كانوا يعاقبون بِهِ العصاة؟ قالوا: الضرب والحبس، قَالَ: لكني لا أعاقبهم إلا بالسيف، إن المعصية لو ساغت لأهلها مَا قتل عدو، ولا جبي فيء، ولا عز دين، ولو لم يغز المسلمون المشركين، لغزاهم المشركون. وقد أجلتكم ثلاثا، فمن وجدته بعد ثالثة من جيش ابْن مخنف، فبرئت منه الذمة.
وَقَالَ ليزيد بْن علاقة السكسكي صاحب شرطه: اجعل سيفك سوطا، فمن وجدته بعد ثالثة عاصيا فاقتله.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 275