نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 174
ثُمَّ إن أبا طالوت صار إِلَى الخضارم وكانت لبني حنيفة، فأخذها مُعَاوِيَة بْن أَبِي سفيان، فصير فيها رقيقا مبلغهم ومبلغ أولادهم ونسائهم أربعة آلاف، ويقال كانوا أربعة آلاف بيت، فأخذ سالم ذَلِكَ الرقيق فقسمه فِي أصحابه وأقام أشهرا، وذلك فِي سنة خمس وستين، وأتاه النَّاس، وكثر أصحابه، وخرجت عير من البحرين أربعين راحلة تحمل مالا وغير ذَلِكَ يراد بِهَا ابْن الزُّبَيْرِ، فخرج نجدة في عشرة آلاف فلحقهم بجبلة من أرض بني تميم، وهي عَلَى خمس ليال من هجر فأخذ العير بما فيها، وَقَالَ بعضهم:
خرجت العير من البصرة يراد بِهَا عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ، وفيها ثلاثون رجلا من شيعته وأكرياؤهم من بني تميم، فخرج إليهم نجدة فِي ستين راكبا، ومعهم ثور بْن حليلة بْن ثور الحنفي، فساق العير حَتَّى أتى بِهَا أبا طالوت بالخضارم، فَقَالَ نجدة: اقتسموا هذا المال واجعلوا غلة هذه الشيوخ لكم ولمن لحق بكم، وردوا هذا الرقيق فدعوهم كما كانوا يعتملون الأرض ويعمرونها، فإن ذَلِكَ أرد وأنفع، فاقتسموا المال، وقالوا لأبي طالوت: إنا كنا بايعناك عَلَى أنا إن وجدنا خيرا منك بايعناه وبايعته، ونجدة خير لنا منك، فبايعوه عَلَى مَا يبايع عَلَيْهِ الخلفاء أن لا يخلع إلا عَن جور ظاهر، ولم يبايعوه عَلَى مَا بايعوا عَلَيْهِ أبا طالوت، وبايعه أَبُو طالوت أيضا وذلك فِي سنة ست وستين ونجدة يومئذ ابن ثلاثين سنة.
وخرج سراج بْن مجاعة الحنفي إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ ليأخذ لقومه أمانا، فَقَالَ لَهُ ابْن الزُّبَيْرِ: يَا سراج ألم تر مَا صنع قومك والله لأوجهن إليهم جيشا، فَقَالَ: والله مَا صنع هذا إلا حرورية.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 174