responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري    جلد : 5  صفحه : 246
ويجدبونه [1] حتى تعلو أصواتهم بذلك، فأتى عمرو بْن حريث المسجد فصعد المنبر وقد اجتمع اليه رؤوس أهل المصر فَقَالَ: ما هذه الأصوات العالية والرعة السيئة؟ فوثب إليه عنق من أصحاب حجر، فضجوا وشتموا، ودنوا منه فحصبوه حتى دخل القصر [2] ، وكتب إلى زياد مع سنان بْن حريث الضبي بخبر حجر وأصحابه، وأنه لا يملك من الكوفة معهم إلا دار الإمارة، فلما قرأ زياد كتاب عمرو قَالَ: بئس الرجل حجر، ونعم الرجل عمرو، أركبوا بنا، فركب مغذًا للسير، وتمثل قول كعب بن مالك الأنصاري [3] :
فلمّا استووا بالعرض قَالَ سراتنا ... علام إذا لم يمنع العرض يزرع «4»
ثم قَالَ: ويل أمك حجر: سقط العشاء بك على سرحان [5] ، فلما أتى الكوفة صعد المنبر فَقَالَ: يا أهل الكوفة جممتم فأشرتم، وأمنتم فاجترأتم، وإن عواقب البغي شر العواقب، واللَّه يا أهل الكوفة لئن لم تستقيموا لأداوينكم بدوائكم، فإنه عندي عتيد، ثم بعث الْهَيْثَم بْن شداد الهلالي [6] صاحب شرطته إلى حجر بن عديّ ليأتيه به- ويقال:
بل أمر الْهَيْثَم أن يوجه إلى حجر من يأتيه به، فوجه حسين بْن عبد اللَّه البرسمي- فأبى أصحاب حجر أن يخلّوا بينه وبين إتيان زياد، فغضب زياد وقال لوجوه أهل المصر: يا أشراف أهل الكوفة، أتشجون بيد وتأسون بأخرى؟! أبدانكم معي وقلوبكم مع الهجهاجة المذبوب [7] ؟! قوموا إليه، فقالوا: معاذ اللَّه أن نكون إلا على طاعتك وخلاف حجر والزري عليه، وخرجوا فنحى كل امرئٍ عَنْ حجر من أطاعه من أصحابه.
652- وقال الْهَيْثَم بْن عدي عَنْ أبيه وعن مجالد عن الشعبي وعن أبي جناب

652- طبقات ابن سعد [6]: 151- 152 وابن كثير 8: 53 وما يلي رقم: 721 وسير الذهبي [3]: 306

[1] س: ويحدثونه.
[2] ط م س: المصر.
[3] ورد بيت كعب في الأغاني 17: 81 وانظر ديوانه: 224 وتخريجه: 303.
(4) ط والأغاني والديوان: تمنع ... نزرع م: نمنع ... يزرع.
[5] انظر الطبري 2: 115 وابن كثير 8: 51 والميداني 1: 276 (221) وجمهرة العسكري 1: 514 وفصل المقال: 362 والفاخر: 206
[6] س: الولالي.
[7] م: المذنوب.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري    جلد : 5  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست