نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 3 صفحه : 61
فَلَمَّا رَأَتْ عَائِشَةُ السِّلاحَ وَالرِّجَالَ، وَخَافَتْ أَنْ يَعْظُمَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ وَتُسْفَكَ الدِّمَاءُ قَالَتْ: الْبَيْتُ بَيْتِي وَلا آذَنُ أَنْ يُدْفَنَ فِيهِ أَحَدٌ!!! [1] . [1] وقال ابن أبي الحديد في شرح المختار: (31) من الباب الثاني من نهج البلاغة: ج 16 ص 13:
وروى المدائني عن يحيى بن زكريا، عن هشام بن عروة، قال: قال الحسن عند وفاته: ادفنوني عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أن تخافوا أن يكون في ذلك شر. فلما أرادوا دفنه قال مروان بن الحكم: لا يدفن عثمان في حش كوكب ويدفن الحسن هاهنا!!! فاجتمع بنو هاشم وبنو أمية، وأعان هؤلاء قوم وهؤلاء هوم وجاءوا بالسلاح!!! فقال أبو هريرة: أتمنع الحسن أن يدفن في هذا الموضع؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال مروان: دعنا منك لقد ضاع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كان لا يحفظه غيرك وغير أبي سعيد الخدري وإنما أسلمت أيام خيبر!!! قال أبو هريرة: صدقت أسلمت أيام خيبر، ولكنني لزمت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم أكن أفارقه وكنت أسأله وعنيت بذلك حتى علمت من أحب ومن أبغض، ومن قرب ومن أبعد، ومن أقر ومن نفى، ومن لعن ومن دعا له!!! فلما رأت عائشة السلاح والرجال وخافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء قالت: البيت بيتي ولا آذن لأحد أن يدفن فيه!!! وأبي الحسين عليه السلام أن يدفنه إلا مع جده، فقال له محمد بن الحنفية: يا أخي إنه لو أوصى أن ندفنه (عند جده بلا استثناء) لدفناه أو نموت قبل ذلك!!! ولكنه قد استثنى وقال: «إلا أن تخافوا الشر» . فأي شر يرى أشد مما نحن فيه؟!! فدفنوه في البقيع.
ثم ان في آخر ترجمته عليه السلام من مقاتل الطالبيين ص 74 شواهد أخر.
وبالسند المتقدم عن الحسين بن فهم قال: وأنبأنا ابن سعد، أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا علي ابن محمد العمري، عن عيسى بن معمر:
عن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة تقول يومئذ: هذا الأمر لا يكون أبدا؟! يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا، والله انه لبيتي أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته!!! وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري وما آثر علي عندنا بحسن (كذا) .
أقول: ما في هذا الحديث هو الملائم لما انطوت عليه جوانح عائشة بالنسبة إلى آل النبي!!! وتشهد له أيضا سيرتها، وأما ما في المتن فإنه من اختلاقات عروة وأمثاله، وأما البيت فإن عائشة أجنبية عنه على كل حال، بشهادة عائشة وأبيه، فإنهما أجابا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما جاءت بعد وفاة رسول الله إلى أبي بكر تطلب ميراثها من رسول الله بأنه لا نحلة لرسول الله!!! وقال أبو بكر: سمعت النبي يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة.
وأقرته عائشة!! فإن صدقا فالبيت للفقراء، وان كذبا فالبيت للزهراء وورثته، وعلى فرض الإرث دون النحلة لا نصيب للعائشة إلا ثمنا من تسع ولا يكون إلا بقدر ذراع!!! وبما أنه كان مشتركا بين الورثة ولم يأذنوا للعائشة التصرف فيه فجميع تصرفاتها عدوان وباطل!!! فأين كان لها البيت حتى لا يستأذن لأحد أن يدفن فيه؟!!
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 3 صفحه : 61