نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 3 صفحه : 295
وذلك غلط، والثبت: أن ابْن الحنفية مات بالمدينة، وله خمس وستون سنة، وصلى عَلَيْهِ أبان بْن عُثْمَان بْن عفان وَهُوَ والي الْمَدِينَة، وَقَالَ لَهُ أَبُو هاشم ابنه: نحن نعلم أن الإمام أولى بالصلاة ولولا ذَلِكَ مَا قدمناك.
24- ويقال: أن أبا هاشم أبى أن يصلي عَلَى أَبِيهِ أبان [1] فَقَالَ أبان:
أنتم أولى بميتكم فصلى عَلَيْهِ أَبُو هاشم.
25- وروى الواقدي أن مُحَمَّد بْن الحنفية قَالَ فِي سنة الجحاف- حين دخلت سنة إحدى وثمانين-: هَذِهِ لي خمس وستون سنة، قد جاوزت سني أَبِي بسنتين. وتوفي تلك السنة.
26- حَدَّثَنِي أَبُو مسعود الْكُوفِيّ، عَن عيسى بْن يزيد الكناني قَالَ:
سمعت المشايخ يتحدثون أنه لما كَانَ من أمر ابْن الحنفية مَا كَانَ، تجمع بالمدينة قوم من السودان غضبا لَهُ، ومراغمة لابن الزُّبَيْر، فرأي ابْن عُمَرَ غلاما لَهُ فيهم وهو شاهر سيفه!!! فقال له: (ما هذا يا) رباح؟ قَالَ رباح: والله إنا خرجنا لنردكم عَن باطلكم إِلَى حقنا!!! فبكى ابْن عُمَرَ وقال: اللهم إن هذا لذنوبنا.
وقال غيره: تجمّعوا أيام الحرّة وهم يظهرون نصرة يزيد، عَلَى ابْن الزُّبَيْر، وخرج غلام ابن عمر معهم!!! [2] [1] وهذا هو الملائم لسجية آل أبي طالب في حال الاختيار وعند عدم الخوف والتقية.
[2] قال الشيخ محمد باقر المحمودي: هذا تمام تراجم ولد أمير المؤمنين عليه السلام، من كتاب أنساب الأشراف ويليها قول المصنف: «أمر الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ بْن هاشم وولده» ...
وقد أدينا حق العلم والأمانة، فذكرنا جميع ما كان في المصدر الذي كان عندي من أول ترجمة الزبير بن عبد المطلب إلى ختام ترجمة محمد ابن الحنفية، وقد كتبنا جميع ما كان في أصلى حرفيا، وطبعناه حرفيا إلا أحاديث من ترجمة عبد الله بن جعفر، فإنها سقطت عن مسودتي في أيام الفتنة، ولم يسقط مما نشرناه شيء إلا الذي ذكرناه، ولم نزد في الكتاب شيئا ولم نغير منه أيضا شيئا، نعم في بعض الموارد كان في الأصل تصحيف فاحش وغلط واضح، فأبدلناه بما هو الصواب، ومع ذلك أشرنا في تعليق تلك الموارد إلى اللفظ الذي كان موجودا في الأصل كي أوفينا أداء حق العلم ولكي ينسد على المبطلين باب الافتراء والبهتان علينا. وفي بعض الموارد لم يكن اللفظ الموجود في الأصل جليا، فذكرناه بحسب استفادتنا الظنية وعقبناه بمعقوفين بينهما حرف ظ هكذا: (ظ) بمعنى ان ظاهر رسم خط الأصل بحسب نظري ظنا هو الذي أثبتناه، وإن احتمل بعيدا أن يكون اللفظ غير ما أثبتناه.
وقد كان في بعض الموارد لفظ الأصل قاصرا عن إفادة المعنى فأتممناه بزيادة لفظ أو جملة أو أكثر ووضعنا الزيادة ما بين المعقوفين دلالة على زيادتها، وهذا أمر معتاد في عصرنا قد استقر عليه عمل المحققين والكتاب.
ونسخ الكتاب موجودة في استنبول ودار الكتب المصرية وغيرهما، فليراجعها المثقفون ويطبقوها على ما نشرناه كي يعلموا أنا أدبنا حق العلم والأمانة.
ثم إنا قد ذكرنا في أول تعليقاتنا وآخرها على الجزء الثاني- ص 11، وص 509- أن الكتاب كتاب جمع وليس بكتاب تحقيق يقتصر مصنفه فيه على الحقائق فقط، بل جمع مصنفه فيه ما سمعه من مشايخه وما رواه له أساتذته، ففيه من الحقائق وأضدادها جوانب واسعة، وقلما تعرض مؤلفه لنقد ما ينقله مما لا مساس له بالواقع والصواب، ونحن أيضا ما كان لنا مجال في تعليقاتنا أن نكشف عن عوار جميع ما فيه الخلل والانحراف، ولو كان طفيفا لا يترتب على الجهل به ضرر كثير وخسارة جسيمة، نعم في الموارد المهمة فندنا أباطيله وأشبعنا الكلام على قدر الواجب، وأما في غيرها فلم نستوف الكلام، فعلى هذا يجب على من يريد الحقائق مجردة عن الأباطيل، إما المراجعة إلى العالم المتخصص أو إلى تلخيص الكتاب المسمى ب «أنباء الاسلاف» وفقنا الله تعالى لإتمامه.
ونحن إنما تحملنا كلفة نشر الكتاب حرفيا بما فيه، تسهيلا لتناول حقائقه، وسدا لباب الفرار والانكار على الخصم، لا تصديقا بجميع ما فيه!!! ثم إنا شرعنا في استنساخ هذا الجزء من أول ترجمة الإمام الحسن عليه السلام في أول ليلة الأحد الموافق لليلة (13) من شهر ذي الحجة من عام (1391) الهجري واستمر بنا الكتابة، حتى أتينا إلى آخر ترجمة محمد ابن الحنفية رضوان الله تعالى عليه، وفرغنا منها في اليوم: (10) من شهر ربيع الثاني من سنة (1392) .
ثم في طول أيام حققناه وجمعنا شواهد لحقائقه، ونواقض لبعض مزالق مؤلفه إلى أن من الله علينا بالشروع في طبعه في أوائل محرم الحرام من عام (1397) وفرغنا منه واتممناه في يوم الاثنين الموافق لليوم: (29) من ربيع الثاني من العام المذكور، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 3 صفحه : 295