نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 3 صفحه : 272
أن الشيعة كانت تزعم أن محمد ابن الحنفية هُوَ الإمام بعد عَلِيّ بْن أَبِي طالب [1] فلما توفي قَالُوا: هُوَ أَبُو هاشم ابنه، فوشى بأبي هاشم رجل [2] إِلَى الوليد [1] هذا ليس بصواب على الإطلاق، لأن جل الشيعة- بل كلهم- قائلون بإمامة السبطين الحسن والحسين عليهما السلام بعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نعم بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام زعم بعضهم- وهم شرذمة قليلة يعرفون بالكيسانية- أن الإمام هو محمد بن الحنفية. [2] ورواه أيضا في ترجمة زيد بن الحسن عليه السلام من تاريخ دمشق ج 6/ الورق 301/ أ/ من النسخة الظاهرية، وفي نسخة: ج 19 ص 91، وذكره أيضا في تهذيبه: ج 5 ص 46 قال: أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد ابن أيمن الدينوري قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين إجازة، أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد الربعي أنبأنا أبي قال: (أنبأنا) الحسين بن أبي معشر، أنبأنا عن أبيه:
عن جده أبي معشر قال: كان علي بن أبي طالب اشترط في صدقته أنها إلى ذي الدين والفضل من أكابر ولده. قال: فانتهت صدقته في زمن الوليد بن عبد الملك إلى زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فنازعه فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد، فقال: أنت تعلم أني وإياك في النسب سواء إلى جدنا علي، وإن كانت فاطمة لم تلدني وولدتك فإن هذه الصدقة لعلي وليست لفاطمة، وأنا أفقه منك وأعلم بالكتاب والسنة. حتى طالت المنازعة بينهما (كذا) فخرج زيد من المدينة إلى الوليد ابن عبد الملك وهو بدمشق فكبر عنده على أبي هاشم وأعلمه أن له شيعة بالعراق يتخذونه إماما، وأنه يدعو إلى نفسه حيث كان. فوقع ذلك في نفس الوليد ووقر في صدره وصدق زيدا فيما ذكره وحمله منه على جهة النصيحة، و (كان قد) تزوج ابنته- نفيسة ابنة زيد بن الحسن- «وكتب الوليد إلى عاملة بالمدينة في إشخاص أبي هاشم إليه، وأنفذ بكتابه رسولا قاصدا يأتي بأبي هاشم، فلما وصل إلى باب الوليد أمر بحبسه في السجن، فمكث فيه مدة، فوفد في أمره علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقدم على الوليد فكان أول ما افتتح به كلامه حين دخل عليه أنه قال: يا أمير المؤمنين ما بال آل أبي بكر، وآل عمر، وآل عثمان يتقربون بآبائهم فيكرمون ويحيون وآل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقربون به فلا ينفعهم ذلك؟! فيم حبست ابن عمي عبد الله بن محمد طول هذه المدة؟! قال: بقول ابن عمكما زيد بن الحسن، فإنه أخبرني أن عبد الله بن محمد ينتحل اسمي ويدعو إلى نفسه وأن له شيعة بالعراق قد اتخذوه اماما. قال له علي بن الحسين: أو ما يمكن أن يكون بين ابني العم منازعة ووحشة كما يكون بين الأقارب فيكذب أحدهما على الآخر؟! وهذان كان بينهما كذا وكذا، فأخبره خبر صدقة على بن أبي طالب وما جرى فيها، حتى زال عن قلب الوليد ما كان قد خامره، ثم قال له: فأنا أسألك بقرابتنا من نبيك صلى الله عليه وسلم لما خليت سبيله.
فقال: قد فعلت، فخلى سبيله وأمره أن يقيم بحضرته، فأقام أبو هاشم بدمشق يحضر مجلس الوليد ويكثر (الجلوس) عنده ويسامره حتى إذا كان ذات ليلة أقبل عليه الوليد فقال: يا أبا البنات لقد أسرع الشيب إليك! فقال له أبو هاشم: أتعيرني بالبنات؟ وقد كان نبي الله شعيب أبا بنات وكان نبي الله لوط أبا بنات، وكان محمد خير البرية صلى الله عليه وسلم أبا بنات، فأي عيب علي فيما عيرتني به؟! فغضب الوليد من قوله وقال له: إنك رجل تحب المماراة فارحل عن جواري. قال: نعم والله أرحل عنك، فما الشام لي بوطن ولا أعرج فيها على سجن، ولقد طال فيها همي وكثر فيها ديني، وما أنا لك بحامد ولا إلى جوارك بعائد. ونهض وقد أحفظ الوليد (كلامه) فخرج عن دمشق متوجها إلى المدينة، فدس إليه الوليد إنسانا يبيع اللبن وفيه السم وكان عبد الله يحب اللبن ويشتهيه- فلما سمعه ينادي على اللبن تاقت إليه نفسه فاشترى منه فشربه فأوجعه بطنه واشتد به الأمر، فأمر أصحابه فغدوا به إلى الحميمة، وبها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فنزل عليه، فمرضه وأحسن إليه، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى محمد بن علي ببنيه وعلمه وأسبابه كلها، وأمر شيعته الكيسانية بالائتمام به (ثم مات) فدفن (بها) .
وقد روي ان الذي سم أبا هاشم سليمان بن عبد الملك وسنذكر ذلك في ترجمته.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 3 صفحه : 272