نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 13 صفحه : 355
وقال الحجاج لزادنفروخ بْن تيزي كاتبه، وكان مجوسيًا: ادعني فأطعمني لونًا من اللحم، ولونًا من الحلواء لا تزيد عَلَى ذَلِكَ، فأطعمه جديًا رضيعًا سمينًا وفالوذجة.
المدائني عن خَالِد بْن يزيد أن الحجاج ذكر الفتنة فَقَالَ: تلقح بالشكوى، وتتم بالنجوى، وتنتج بالهلع.
وقَالَ المدائني كَانَ الحجاج يَقُولُ فِي خطبته: أيها النَّاس إنكم لم تخلقوا للفَنَاء، إنَّما خلقتم للبقاء غير أنكم تنقلون من دار إلى دار، فرحم اللَّه عبدًا أخذ بعنان عمله، فإن كَانَ لله مضى قدمًا، وإن كَانَ لغيره أمسك محجمًا.
وروى ذَلِكَ قوم عن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب عَلَيْهِ السَّلام.
قَالُوا: وخطب الحجاج حين أراد الحج فَقَالَ: أيها النَّاس إني أريد الحج، وَقَدِ استخلفت عليكم ابني هَذَا وأوصيته فيكم بخلاف وصية رسول الله بالأنصار، فإن رسول الله أوصى أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، ألا وإني أوصيته ألا يقبل من محسنكم ولا يعفو عن مسيئكم، وإنكم ستقولون بعدي مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلّا مخافتي، تقولون لا أحسن اللَّه لَهُ الصحابة، ألا وإني قائل لا أحسن اللَّه عليكم الخلافة، ثُمَّ نزل.
ولما حج أتاه النَّاس يمدحونه ويستميحونه، فاستسلف من التجار، وأعطاهم، فلما صاروا بالعراق قضاهم.
المدائني قَالَ: أخرج الحجاج الدهاقين والناس من المصرين وألحقهم بأرضهم، فَقَالَ بعض الرجاز:
جارية لم تَدْرِ ما سَوْق الإبل ... أخرجها الحجاج من كنّ وظلّ
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 13 صفحه : 355