نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 13 صفحه : 344
فنردها» .] وكان قدومه فِي سنة ست من الهجرة، قدم مسلمًا مهاجرًا وكان أعور، وشهد الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبايع بيعة الرضوان تحت الشجرة.
وقَالَ غير الواقدي: أسلم المغيرة بعد أحد بقليل، وهو قول ثقيف، وشهد المغيرة يَوْم القادسية قدمها في ستمائة من أهل البصرة، وولاه عُمَر البصرة، فافتتح بها فتوحًا وذلك بعد عتبة بْن غزوان، وعزله عُمَر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ، وولاه بعد ذَلِكَ الكوفة، وولاه معاوية الكوفة، فمات بها بالطاعون سنة خمسين، وكان يكنى أبا عَبْد الله، وصلى بالناس فِي العام الَّذِي قتل فِيهِ عَلَى كرم اللَّه وجهه فِي سنة أربعين، وجعل يَوْم الأضحى يَوْم عرفة وفيه يَقُولُ الراجز:
سيري رويدًا وابتغي مُغِيرَة ... كَلَّفتها الإدلاج بالظهيرة
وقَالَ بعضهم: أصيبت عين المغيرة بالقادسية، وخرج المغيرة ومعه جرير بْن عَبْد اللَّه، والأشعث بْن قيس، وهو يومئذ والي الكوفة فلقوا أعرابيًا فقالوا لَهُ: ما تقولُ فِي المغيرة بْن شعبة؟ قَالَ: أُعَيْورٌ زَنّاء تَرْفَعُه إِمْرَتُهُ وتَضَعُهُ أُسْرَتُهُ.
قَالُوا: فجرير بْن عَبْد اللَّه؟ قَالَ: هُوَ بجيلة إِذَا رأيتموه فقد رأيتموها. قَالُوا: فالأشعث؟ قَالَ: لا يغزى قومُه ما بقي لهم فقالوا لَهُ:
هَذَا المغيرة، وهذا جرير، وهذا الأشعث فانصرف وقَالَ: ما كنت لآتي قومًا أسمعتهم المكروه، وقَالَ لامرأته: يا أم فلان اصرفي حمارك.
وحدَّثني المدائني قَالَ: قَالَ المغيرة بْن شُعْبَة: أحسن النَّاس عيشًا، من حَسُنَ عيش غيره، فِي عيشه.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 13 صفحه : 344