نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 11 صفحه : 114
لجدير ألا يؤتمن على أمر الأمة.
قالوا: وكان لأبي الأسود دكان على بابه صغير مرتفع، وكان يجلس عليه وحده ويؤتى بطبق عليه رغيف وعرق فيأكله، فسقطت من يده ذات يوم لقمة فقال لغلامه: ناولنيها فإني أكره أن أدعها للشيطان، فقال له أعرابي كان بحضرته وقد سأله فلم يطعمه: لا والله ولا للملائكة المقربين.
وكان أبو الأسود يذكر التجار فيقول: لصوص فجار إلا أن بعضهم أحسن سرقة من بعض.
وكان أبو الأسود يختم كيسه وهو فارغ ويقول: طينه خير من ظنه، وهو أول من قال ذلك.
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِح المقرئ عَن ابْن كناسة قال: قال أبو الأسود الديلي: البلاغة سلاطة اللسان، ورحب الذراع حتى ينطق بالحاجة، ويصدع بالحجة وتضم الكلمة إلى أختها فلا يتبعها من ليس من شكلتها، ولا تنقض بالمتقدمة ما يتلوها.
قالوا: وكان أبو الأسود يقول: ما الماء إذا وجد سبيله منحدرا بأشد تغلغلا إلى مستقره من كلمة أصيب بها موضعها إلى قلب.
المدائني قال: دخل أبو الأسود على زياد فقال له: يا أبا الأسود كيف حبك لعلي وولده؟ فقال: يزداد شدة كما يزداد حبك- كان- لهم تغيرا وتنقصا. فغضب زياد فقال أبو الأسود:
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 11 صفحه : 114