فأما عَبْد اللَّهِ
فأسلم قبل أَبِيهِ، وَكَانَ صالحا ومات سنة خمس وستين وَهُوَ ابْن اثنتين وسبعين سنة، وقد حفظ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَن أَبِي بَكْر وعمر وقد ذكرنا خبره فِي يَوْم صفين.
وَقَالَ أَبُو اليقظان: كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو صحبة، واستأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أن يكتب مَا يسمع، فكتب وَكَانَ يَقُول: مَا شَيْء فِي الأرض أعز علي من كتاب كتبته عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ضيعتي الوهط [1] ، وَقَالَ:
مَا سرني أن لِي أبا عير عَمْرو بْن الْعَاصِ، وقاتل يَوْم صفين طاعة لأبيه، ولم يقره مُعَاوِيَة عَلَى عمل أَبِيهِ.
فولد عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بن العاص:
محمد بن عبد الله بن عمرو،
فولد مُحَمَّد:
شعيب بْن مُحَمَّد.
فولد شعيب
عَمْرو بْن شعيب.
وَكَانَ عَمْرو بْن شُعَيْب بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ بْن وائل بْن هاشم بْن سَعِيد بْن سهم فقيها راوية للحديث، وَكَانَ عمرو بن شعيب سريا، ربما ولا أحلى في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن املأ عيني منه ولو متّ على تلك الحال لرجوت ان أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا متّ فلا تصحبني نائحة، ولا نار، فإذا دفنتموني فسنّوا على التراب سنّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمها حتى استأنس بكم وانظر ماذا أراجع به رسل ربي» . كتبته لكثرة فوائده. [1] الوهط: ما كان لعمرو بن العاص بالطائف، وهو كرم كان على ألف ألف خشبة، شرى كل خشبة بدرهم. معجم البلدان.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 10 صفحه : 281