من قدره ووسمه بالوزارة، وكذلك الواثق والمتوكل إلى أن قبض عليه المتوكل وقتله، وكان [1] يرى رأى الاعتزال، وهو الّذي بالغ في ضرب أحمد بن حنبل رحمه الله وحث المعتصم على ذلك، وكان بينه وبين أحمد ابن أبى دواد القاضي عداوة شديدة فأغرى ابن أبى دواد المتوكل عليه حتى قبض عليه وطلبه الأموال وقد كان صنع محمد بن الزيات تنورا من الحديد فيه مسامير إلى داخله ليعذب به من كان في حبسه من المطالبين فأدخله المتوكل به وعذب إلى أن مات وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وقال أحمد الأحول: لما قبض على محمد بن عبد الملك الزيات تلطفت في أن وصلت إليه فرأيته في حديد ثقيل فقلت: يعزّ عليّ بما أرى، فقال:
سل ديار الحي ما غيّرها ... وعفاها ومحى منظرها
وهي الدنيا إذا ما انقلبت ... صيرت معروفها منكرها
إنما الدنيا كظل زائل ... نحما الله كذا قدّرها
ولما أخرج من التنور ميتا وجد مكتوبا على التنور بدمه:
هي السبيل فمن يوم إلى يوم ... كأنها ما تريك العين في النوم
[لا تخدعنك رويدا إنها دول] ... دنيا تنقل من قوم إلى قوم
وأبو حفص عمر بن محمد بن على بن يحيى بن موسى بن يونس بن أنانوش الناقد الصيرفي المعروف بابن الزيات، كان شيخا عالما فاضلا [ثقة-[[2]]] [1] قوله «وكان ... على ذلك» هذا معروف في وصف ابن أبى دواد المذكور بعد. [2] من س وم.