الخراسانية. قلت وكانت هذه فتنة عظيمة بأصبهان قتل فيها جماعة من العلماء والصلحاء وأهل الخير مثل ما كانت بخراسان [1] في فتنة الغز، وسمعت الأديب ابا عبد الله الخلال بأصبهان في داره مذاكرة يقول: رأى بعض الصالحين في المنام ان رجلا صعد المنارة [1] بجامع جورجير أحد الجوامع بأصبهان ونادى بأعلى صوته ثلاث مرات: سكت، نطق، فلما انتبه فزعا سأل أهل العلم فما عبر أحد هذه الرؤيا فوصل هذا الخبر الى بلد الكرج فقال بعض العلماء بها: ينبغي ان يصيب أهل أصبهان بلاء وفتنة فان هذه اللفظة في شعر ابى العتاهية:
سكت الدهر زمانا عنهم ... ثم أبكاهم دما حين نطق
قال: فلم يكن بعد الا القليل حتى وافى مسعود أصبهان وأغار عليها وقتل الناس، ومن جملتهم عبد الواحد الباطرقاني امام جامع جور جير وأبو بكر احمد بن الفضل بن محمد بن احمد [1] بن محمد [1] بن جعفر الباطرقاني، كان مقرئا فاضلا ومحدثا مكثرا من الحديث، كتب بنفسه الكثير وكان حسن الخط دقيقة، قرأ القرآن على جماعة من مشاهير القدماء بالروايات وصنف التصانيف فيه، منها كتاب طبقات القراء وكتاب الشواذ، وصلى بالناس اماما بالجامع الكبير سنين بعد ابى المظفر بن شبيب، سمع الحديث من ابى عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وأبى إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خورشيد قوله التاجر وأبى عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي وأبى بكر الطاهري [2] وأبى عمر بن عبد الوهاب [2] وابن شهدل
[1- 1] سقط من م وس
[2- 2] في م وس «وأبى عمرو عبد الوهاب» .