وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن [1] الأشعث بن قيس بن معديكرب الكندي كان أمير سجستان من جهة الحجاج، وخرج عليه، وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقين، وخرج على الحجاج، وجرت بينهما وقائع وحروب حتى انهزم عبد الرحمن ورجع إلى كابل، وقتل أكثر عسكره وهرب جماعة منهم، وكانت إخوة من بنى الأشعر يقال لهم عبد الله والأحوص وإسحاق ونعيم وعبد الرحمن بنو أسعد [2] ابن مالك بن عامر الأشعري، وقعوا إلى الناحية التي بنت بها قم، وكان مقدمهم عبد الله ويعرف بعبد الله سعدان، وكانت في تلك الناحية قرى سبعة قريبة بعضها من بعض ولكل قرية قلعة ولها اسم، واسم إحدى القرى «كميدان» فنزل الإخوة على طرف نهر ونصبوا كساء على خشب وأقاموا، فلما سمعت أقرباؤهم بذكرهم انتقلوا إليهم، وقتلوا رؤساء تلك القرى، واستولوا عليها، واستخلصوا أموالهم واستبقوا تلك الجموع، وبنوا البنيان ونقلوا إليها من الأكسية والخيم، وصارت القرى السبعة سبع محلات من البلدة، وبقيت حصونها بها، وسميت البلدة باسم قرية واحدة وهي «كميدان» فأسقطوا بعض الحروف للإيجاز والاختصار وأبدلوا الكاف بالقاف على ما جرت به عادة العرب، وسموا الموضع بقم، وكان لعبد الله سعدان بالكوفة ابن يسمى موسى انتقل إلى قم، وهو الّذي أظهر مذهب الشيعة بها، ذكر هذه القصة أبو الوفاء محمد [1] زيد هنا في م «أبى طالب» كذا. [2] من اللباب وغيره، وفي الأصل «سعد» وفي م «سعيد» .