عن ذراعي وساقى ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس ثم وضعت يدي على ناصيته فجعلت اقبض منه على شيء شيء وأقول هذا اسمه كذا وأنشد فيه حتى بلغت حافره. قال: فأمرنى بالفرس فكنت إذا أردت ان اغيظ ابا عبيدة ركبت الفرس وأتيته. وكان احمد بن حنبل يثنى على الأصمعي في السنة وعلى ابن المديني كان يثنى عليه أيضا، وكذلك يحيى بن معين.
وقد ذكرنا وفاته وقيل: انه مات سنة ست عشرة ومائتين، وقيل: سنة سبع عشرة، وكان قد بلغ ثمانيا وثمانين سنة ومات بالبصرة
194- الأَصَمّ
بفتح الألف وصاد المهملة وتشديد الميم في آخر الكلمة هذه صفة من كان لا يسمع من الصمم، والمشهور به في الشرق والغرب ابو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد الله الأموي مولاهم المعروف بالأصم، وإنما ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة فاستحكم فيه حتى انه كان لا يسمع نهيق الحمار، وكان ابو العباس محدث عصره بلا مدافعة فإنه حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة وسنأتي على ذكره بالتفصيل، ولم يختلف قط في صدقه وصحة سماعه وضبط أبيه يعقوب الوراق لها، وكان مع ذلك يرجع الى حسن المذهب والتدين، يصلى خمس صلوات في الجماعة، وبلغني انه اذن سبعين سنة في مسجده، وكان حسن الخلق سخى النفس لا يبخل بكل ما يقدر عليه، وربما كان في قديم الأيام يحتاج الى الشيء لمعاشه فيورق ويأكل من كسب يده، وهذا الّذي يعاب به انه كان يأخذ على التحديث انما يعيبه به من كان لا يعرفه فإنه كان يكره ذلك أشد الكراهة ولا يناقش أحدا فيه انما كان