وبرئ منه، فلما مات ابن الوضين صار نافع الى قوله وزعم ان الحق كان معه ولم يكفر نفسه بخلافه إياه حين خالفه وأكفر من يخالفه فيما بعده وهذا من اعجب بدع الأزارقة ان يكون قول في وقت كفرا وفي وقت آخر يكن كفرا، ولما انتشرت الأزارقة أظهرت في اتباعها ان عليا رضى الله عنه هو الّذي انزل الله فيه «وَمن النَّاسِ من يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ الله عَلى ما في قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ» [2]: 204 وان ابن ملجم هو الّذي انزل الله فيه «وَمن النَّاسِ من يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله وَالله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ» [2]: 207 وقال عمران بن حطان وهو مفتى الخوارج وزاهدها وشاعرها الأكبر في ضربته عليا رضى الله عنه هذين البيتين:
يا ضربة من منيب ما أراد بها ... الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
انى لأذكره يوما فأحسبه ... اوفى البرية عند الله ميزانا
وعلى هذه العقيدة مضى إسلاف الأزارقة [1]
116- الأزركاني.
... [2] ابو عبد الرحمن عبد الله بن جعفر الأزركاني، ذكره ابو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس وقال يروى عن شاذان والزيادآباذي، روى عنه جماعة من أهل شيراز ابو بكر بن إسحاق وأبو عبد الله بن خفيف وأبو بكر العلاف وأحمد بن جعفر الصوفي وأحمد بن عبدان الحافظ، وتوفى لسبع ليال خلت
[1] راجع الإكمال بتعليقه 1/ 152- 153 [2] بياض في ك، وذكر هذا الرسم في اللباب والقبس بدون ضبط بالألفاظ ولكنه جار على هذا الترتيب. اما في معجم البلدان ففي الهمزة مع الراء فالزاى «ارزكان ... » كما يأتى