وأولد مالك بن عذر سلمة وحبلاً وصعباً وسهماً وحديراً. وولد مدرك بن عذر سلامان وسناناً بطون كلها. ومن أشراف عذر وفرسانها وشعرائها في الجاهلية بدّاء ابن سلمان وهو القائل:
صبحنا الجمع جمع بني حماس ... بجنب رماحه كأس القرام
فأجلوا عن كرائمهم جميعاً ... وخلوها لفرسان كرام
حلائل ما تحل لنا بمهر ... سوى الغارات أو ضرب السهام
ومن فرسانهم وشعرائهم في الجاهلية عبد الله بن حبل أخو بني سلامان وهو القائل:
ألا أبلغ بني سليم ... وعامر والقبائل من كلاب
مغلغلة فكيف وجدتمونا ... غداة السفح من كنفي مذاب
عشار في مراتعها وعوذ صفايا ما تدر على عصاب
يراها الجاهلون لهم نهابا ... وموت واقع دون النهاب
ومن عظماء عذر في الجاهلية أبو شعيرة ويسمى غنيمة عذر. وكان شهد بعض أيام عذر فأبلى وقطعت يده فراحت به عذر وهي تقول: غنمنا أبا شغيرة، لم نغنم غيره.
ومن دهاة عذر وزهادها البراء بن وفيد، وهو الذي نقم على معاوية منعه للفرات أصحاب علي عليه السلام لما سبق عليه بصفين وكان من أصحاب معاوية وكان صديقاً لعمرو بن العاص، فلما قدم علي عليه السلام يوم صفين وجد معاوية قد نزل على الماء فمنعهم، فقام البراء بن وفيد إلى معاوية فقال: سبحان الله العظيم حين سبقتموهم إلى الفرات تمنعونهم الماء! وإن فيهم العبد والأمة والأجير ومن لا ذنب له، هذا والله أول الجور. لقد بصّرت المرتاب، وشجعت الجبان، وحملت من لا يريد قتالك على كتفيك. فقال معاوية لعمرو بن العاص: أكفني صديقك الهمداني لا يفسد عليّ عسكري. فقام إليه عمرو فأغلظ له، فأنشأ يقول:
لعمر أب معاوية بن حرب ... وعمرو ما لأيهما وفاء
سوى طعن يحار القيل فيه ... وضرب حين تبتاع الدماء
فلست بتابع دين ابن هند ... طوال الدهر ما أرسى حراء
فقد ذهب العتاب فلا عتاب ... وقد ذهب الولاء فلا ولاء
وقولي في حوادث كل أمر ... على عمرو وصاحبه العفاء
ألا لله درّك يا ابن هند ... لقد ذهب الحياء فلا حياء
أتحمون الفرات على رجال ... وفي أيديهم الأسل الظماء
وفي الأعناق أسياف حداد ... كأن القوم عندكم نساء
أترجو أن يجاوركم علي ... بلا ماء وللأحزاب ماء
دعاهم دعوة فأتت رجال ... كجرب الإبل خالطها الهناء
فكيف رأيت إذ نادى أخال ... له مرعاه والماء الرواء
ثم وطىء لما جنّه الليل في متن فرسه، فلحق بعلي فقاتل معه حتى قتل رحمه الله انقضى نسب عذر.
نسب المعيديين
وأولد أصبى بن دافع ياماً والحارث وعينيلا بطناً دخل في عنس مذحج وعيينيلاً درج.
وقد يرى بعض نساب همدان أن أصبى أولد مع هؤلاء سعداً أبا عذر، وأن سعداً ليس بابن ناشج، والقول ما قلنا.
فولد الحارث بن أصبى مرثد بن الحارث، فأولد مرثد عمراً، فأولد عمرو مرة، فأولد مرة يريم، فأولد يريم أحمد، فأولد أحمد يريم فأولد يريم حمرة وأبا حجر وأبا عشن وصاماً، فأما صام فهم بطن بالخشب، وأما أبو عشن وكان سيد حاشد في عصره، وهو الذي غزا بيشة بعطان واستنفر وادعة وقبائل من حاشد فنفروا، وسانده في ذلك الجيش الأجدع بن مالك المعمري. وكان أبو حجر يدعى في الجاهلية مطعم الحاج وكان قبله من بني خيوان بن زيد زادالراكب. وكان عبد الله بن أبي حجر فارساً مطلاعاً، وشهد صفين، وهو القائل:
نصرنا أمير المؤمنين حمية ... وديناً وأوطاناً رقاب المعاشر
ضربنا قريشاً بالسيوف وغيرها ... فأدرك منها كل وتر لثائر