responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 7  صفحه : 89
الدين، وعرض عليه الظاهر الحكم بحلب فلم يوافق على ذلك، فلما عاد من هذه الرسالة كان القاضي بحلب قد مات، فعرض عليه فأجاب، هكذا ذكره في كتابه " ملجأ الحكام ".
وذكر القاضي كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد المعروف بابن العديم في تاريخه الصغير الذي سماه - زبدة الحلب في تاريخ حلب - ما مثاله: وفي سنة إحدى وتسعين، يعني وخمسمائة، اتصل القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بخدمة الملك الظاهر، وقدم إليه إلى حلب وولاه قضاءها ووقوفها، وعزل عن قضائها زين الدين أبا البيان نبا ابن البانياسي، نائب محيي الدين ابن الزكي، وحل عنده بهاء الدين في رتبة الوزارة والمشاورة؛ انتهى كلامه.
قلت: وهذا القاضي نبا هو ابن الفضل بن سليمان الحميري، ويعرف بيتهم بدمشق ببيت البانياسي، وكان السلطان صلاح الدين قد ولى القاضي محيي الدين أبا المعالي محمد بن الزكي الدمشقي - المقدم ذكره [1] - القضاء بحلب فاستناب فيها زين الدين نبا ابن البانياسي المذكور، واستمر بها إلى التاريخ المذكور.
وكانت حلب في ذلك الزمان قليلة المدارس، وليس بها من العلماء إلا نفر يسير، فاعتنى أبو المحاسن المذكور بترتيب أمورها وجمع الفقهاء بها، وعمرت في أيامه المدارس الكثيرة. وكان الملك الظاهر قد قرر له إقطاعاً جيداً يحصل منه جملة مستكثرة، ولم يكن له خرجٌ كثير، فإنه لم يولد له ولا كان له أقارب، فتوفر له شيء كثير، فعمر مدرسة بالقرب من باب العراق قبالة مدرسة نور الدين محمود بن زنكي، رحمه الله تعالى، الشافعية. ورأيت تاريخ عمارتها مكتوباً على سقف مسجدها، وهو الموضع المعد لإلقاء الدروس، وذلك في سنة إحدى وستمائة. ثم عمر في جوارها داراً للحديث النبوي، وجعل بين المكانين تربة برسم دفنه فيها، ولها بابان: باب إلى المدرسة

[1] ج 4: 229.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 7  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست