نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 7 صفحه : 40
ألقيت عن يدي العصا ... زمن الشبيبة للنزول
وحملتها لما دعا ... داعي المشيب إلى الرحيل وكان ببغداد شخص يقال له ابن بثران، وكان كثير الأراجيف، فمنع من ذلك، فقعد على الطريق ينجم، فقال فيه ابن صابر:
إن ابن بشران ولست ألومه [1] ... من خيفة السلطان صار منجماً
طبع المشوم على الفضول فلم يطق ... في الأرض إرجافاً فأرجف في السما قلت [2] : وأنشدني الأديب شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن سالم المعروف بابن التلعفري لنفسه في بعض ليالي شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وستمائة بالقاهرة المحروسة، وهو من شعراء العصر المجيدين:
يا شيب كيف وما انقضى زمن الصبا ... عاجلت مني اللمة السوداء
لا تعجلن فوالذي جعل الدجى ... من ليل طرّتي البهيم ضياء
لو أنها يوم الحساب صحيفتي ... ما سرّ قلبي كونها بيضاء فقلت له: قد أغرت على بيت نجم الدين ابن صابر، حتى إنك قد أخذت معظم لفظه وجميع معناه والوزن والروي، وهو قوله:
لو أن لحية من يشيب صحيفة ... لمعاده ما اختارها بيضاء فحلف أنه لم يسمع هذا البيت إلا بعد عمله للأبيات المذكورة، والله أعلم بذلك. وهذا البيت لابن صابر من جملة أبيات وهي:
قالوا بياض الشيب نور ساطع ... يكسو الوجوه مهابة وضياء
حتى سرت وخطاته في مفرقي ... فوددت أن لا أفقد الظلماء
وعدلت أستبقي الشباب تعللا ... بخضابها فصبغتها سوداء
لو أن لحية من يشيب صحيفة ... لمعاده ما اختارها بيضاء [1] المختار وهامش المسودة: على علاته. [2] انظر الغيث 2: 104.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 7 صفحه : 40