نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 7 صفحه : 205
21 - (إن زلزلة الساعة شيء عظيم) (الحج: 1) كتبت إلى مولانا السلطان الملك الظاهر أحسن الله عزاءه وجبر مصابه، وجعل فيه الخلف في الساعة المذكورة، وقد زلزل المسلمون زلزالاً شديداً، وقد حفرت الدموع المحاجر، وبلغت القلوب الحناجر، وقد ودعت أباك ومخدومي وداعاً لا تلاقي بعده، وقد قبلت وجهه عني وعنك، وأسلمته إلى الله تعالى مغلوب الحيلة ضعيف القوة، راضياً عن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وبالباب من الجنود المجندة والأسلحة المعدة ما لم يدفع البلاء، ولا ملك يرد القضاء، وتدمع العين ويخشع القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا عليك لمحزونون يا يوسف. وأما الوصايا فما تحتاج إليها، والآراء فقد شغلني المصاب عنها، وأما لائح الأمر فإنه إن وقع اتفاق فما عدمتم إلا شخصه الكريم، وإن كان غيره فالمصائب المستقبلة أهونها موته وهو الهول العظيم، والسلام ".
قلت: لله دره، فلقد أبدع في هذه الرسالة الوجيزة، مع ما تضمنته من المقاصد السديدة، في مثل تلك الحالة التي يذهل فيها الإنسان عن نفسه.
قلت: وقد ذكرت كل واحد من أولاده المذكورين، وهم الأفضل والظاهر والعزيز في ترجمة مستقلة، وعينت تاريخ مولده وموته، سوى الملك الظافر المشهور بالمشمر، فإني لم أذكر له ترجمة مستقلة، وقد ذكرته ها هنا فيحتاج إلى ذكر شيء من أحواله، فأقول:
(392) لقبه مظفر الدين وكنيته أبو الدوام، وأبو العباس الخضر، وإنما قيل له المشمر لأن أباه، رحمه الله تعالى، لما قسم البلاد بين أولاده الكبار قال: وأنا مشمر، فغلب عليه هذا اللقب. وكان مولده بالقاهرة في سنة ثمان وستين وخمسمائة، في خامس شعبان، وهو شقيق الملك الأفضل، وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وستمائة بحران، عند ابن عمه الملك الأشرف ابن الملك العادل، ولم يكن الأشرف يومئذ ملكاً وإنما كان مجتازاً بها عند دخوله بلاد الروم لأجل الخوارزمية.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 7 صفحه : 205