responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 7  صفحه : 190
قال ابن شداد في السيرة [1] : إنه اتصل بخدمة السلطان في مستهل جمادى الأولى من سنة أربع وثمانين، وجميع ما ذكرته فهو بروايتي عمن أثق به، ومن ها هنا ما أسطر إلا ما شاهدته أو أخبرني به من أثق إليه خبراً يقارب العيان.
قال: لما كان يوم الجمعة رابع [2] جمادى الأولى دخل السلطان بلاد العدو على تعبية حسنة ورتب الأطلاب، وسارت الميمنة أولاً ومقدمها عماد الدين زنكي والقلب في الوسط، والميسرة في الأخير ومقدمها مظفر الدين ابن زين الدين، فوصل إلى انطرسوس ضاحي نهار الأحد سادس جمادى الأولى، فوقف قبالتها ينظر إليها لأن قصده كان جبلة، فاستهان بأمرها وعزم على قتالها، فسير من رد الميمنة وأمرها بالنزول على جانب البحر، والميسرة على الجانب الآخر، ونزل هو موضعه، والعساكر محدقة بها من البحر إلى البحر، وهي مدينة راكبة على البحر ولها برجان كالقلعتين، فركبوا وقاربوا البلد وزحفوا واشتد القتال وباغتوها، فما استتم نصب الخيام حتى صعد المسلمون سورها، وأخذوها بالسيف، وغنم المسلمون جميع من بها وما بها، وأحرق البلد، وأقام عليها إلى رابع عشر جمادى الأولى، وسلم أحد البرجين إلى مظفر الدين، فما زال يحاربه حتى أخربه، واجتمع به ولده الملك الظاهر لأنه كان قد طلبه، فجاءه في عسكر عظيم.
ثم سار يريد جبلة، وكان وصوله إليها في ثاني عشر جمادى الأولى، وما استتم نزول العسكر عليها حتى أخذ البلد، وكان فيه مسلمون مقيمون وقاض يحكم بينهم، وقوتلت القلعة قتالاً شديداً، ثم سلمت بالأمان في يوم السبت تاسع عشر جمادى الأولى من السنة، وأقام عليها إلى الثالث والعشرين منه.
ثم سار عنها إلى اللاذقية، وكان نزوله عليها يوم الخميس الرابع والعشرين من جمادى الأولى، وهو بلد مليح خفيف على القلب، غير مسور، وله ميناء مشهور، وله قلعتان متصلتان على تل يشرف على البلد. واشتد القتال إلى

[1] السيرة: 87.
[2] السيرة: رابع عشر.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 7  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست