نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 7 صفحه : 138
وأما شنترين: بفتح الشين المعجمة وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوقها وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، فهي مدينة في غرب الأندلس؛ وذكر ابن حوقل في كتاب " المسالك والممالك " أن شنترين على البحر المحيط، وبها يقع العنبر، ولا يعلم ببلد الروم والمحيط عنبر يقع في غير هذا الموضع وشيء وقع بالشام. ويقع بشنترين في وقت من السنة دابة تحك الحجارة في وسط البحر، فيقع بها وبرة في لين الخز ولون الذهب، فيجمع منه ما يغزل وينسج ثياباً، ويتلون الثوب ألواناً، وتحجر عليه ملوك بني أمية بالأندلس، فلا ينقل ولا يشترى، فتزيد قيمة الثوب على ألف دينار لعزته وحسنه، والله أعلم.
قلت: وحكى لي بعض الفضلاء من أهل الأندلس أنه رأى قطعة من هذه الثياب هناك، وأراد أن يصفها لي فما قدر أن يعبر عنها، ثم قال: لكنها أرفع وأنعم من نسج العنكبوت، فتعالى الله ما أجل قدرته وألطف حكمته وأحسن صنعته، وكيف خص كل صقع بنوع من الغرائب سبحانه وتعالى، ولله در أبي نواس حيث قال:
وفي كل شيء له آية ... تدلّ على أنه واحد
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 7 صفحه : 138