نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 51
" الخريدة " وكل منهما أثنى عليه، وأورد عدة مقاطيع من شعره، فمن ذلك قوله:
أهدي لمجلسه الكريم، وإنما ... أهدي له ما حزت من نعمائه
كالبحر يمطره السحاب وما له ... فضل عليه لأنه من مائه وهذان البيتان من أسير [1] شعره، وقد قيل إنهما لغيره.
وله أيضاً:
أذاقني حمرة المنايا ... لما اكتسى خضرة العذار
وقد تبدى السواد فيه ... وكارتي بعد في العيار هكذا وجدت هذين البيتين في " زينة الدهر " تأليف أبي المعالي الحظيري منسوبين إلى البديع المذكور، ورأيت في موضع آخر أنهما لأبي محمد بن جكينا - في ترجمة الشريف أبي السعادات ابن الشجري - والله أعلم. وهذه العبارة من اصطلاح البغاددة يقولون: " كارتي في العيار " بمعنى أنه ناشب معه لم يتخلص [2] منه، والكارة عندهم في الدقيق بمثابة الجملة في ديار مصر. ومن شعره:
قال قوم عشقته أمرد الخ ... د وقد قيل: إنه نكريش
قلت فرخ الطاووس أحسن ما كا ... ن إذا ما عملا عليه الريش قوله " نكريش " لفظة عجمية، والأصل فيها نيك ريش، معناها لحية جيدة، وهو على ما تقرر من اصطلاح العجم أنهم يقدمون ويؤخرون في ألفاظهم المركبة، فنيك: جيد، وريش: لحية.
وكان كثير الخلاعة يستعمل المجون في أشعاره حتى يفضي به إلى الفحش في اللفظ، فلهذا اقتصرت على هذه النبذة مع كثرة شعره، وكان قد جمعه [1] ر: أشهر. [2] ع ن: يخلص.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 51