نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 36
سوى ثمانمائة فارس، فغرق منهم في البحر مائتان، وسلم ستمائة. قال أبو القاسم السهيلي: والقول الأول أشبه بالصواب، إذ يبعد مقاومة الحبشة بستمائة فارس. فلما وصل الجيش إلى اليمن جرت الواقعة بينهم وبين الحبشة، فاستظهرت الفرس عليهم وأخرجوهم من البلاد، وملك سيف بن ذي يزن ووهرز، وأقاموا أربع سنين، وكان سيف بن ذي يزن قد اتخذ من أولئك الحبشة خدماً، فخلوا به يوماً وهو متصيد له فزرقوه بحرابهم فقتلوه وهربوا في رؤوس الجبال، وطلبهم أصحابه فقتلوهم جميعاً، وانتشر الأمر باليمن، ولم يملكوا عليهم أحداً، غير أن أهل كل ناحية ملكوا عليهم رجلاً من حمير، فكانوا كملوك الطوائف، حتى أتى الله بالإسلام. ويقال إنها بقيت في أيدي الفرس ونواب كسرى فيها، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وباليمن من قواد أبرويز عاملان، أحدهما: فيروز الديلمي، والآخر داذويه، وأسلما، وهما اللذان دخلا على الأسود العنسي مع قيس بن المكشوح لما ادعى الأسود النبوة باليمن وقتلوه، والقصة في ذلك مشهورة، فلا حاجة إلى ذكرها. والمقصود من هذا كله أن جيش الفرس لما استوطن اليمن تأهلوا، ورزقوا الأولاد، فصار أولادهم وأولاد أولادهم يدعون الأبناء، لأنهم من أبناء أولئك الفرس. وكان طاوس العالم - المقدم ذكره - منهم أيضاً، وقد أومأت إلى ذلك في ترجمته، ولم أشرحه كما فعلت هاهنا.
وأخبار وهب شهيرة فلا حاجة إلى ذكر شيء منها، ويكفي في هذا الموضع ذكر هذه الفائدة. وتوفي وهب المذكور في المحرم سنة عشر وقيل أربعة عشر وقيل ست عشرة ومائة بصنعاء في اليمن، وعمره تسعون [1] سنة، رضي الله عنه.
وقد نقدم الكلام على صنعاء في ترجمة عبد الرزاق الصنعاني.
وفي هذه الترجمة أسماء أعجمية، لو قيدتها لطال الشرح [2] ، وهي مشهورة فتركتها لذلك. [1] ق: سبعون. [2] ن: شرحها.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 36