نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 24
وقال: نعيت إلي نفسي، فقلت: أعيذك بالله من هذا، فقال: إن عمري ليس يطول وقد نشأ لطيءٍ مثلك، أما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شبيبة، وهو من رهطه وهو يتكلم فقال: يا بني، نعى نفسي إلي إحسانك في كلامك، لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله، قال: فمات أبو تمام بعد سنة من هذا.
وقال البحتري [1] : أنشدت أبا تمام شعراً لي في بعض بني حميد وصلت به إلى مال خطر [2] ، فقال لي: أحسنت، أنت أمير الشعر بعدي، فكان قوله هذا أحب إلى من جميع ما حويته.
وقال ميمون بن هارون: رأيت أبا جعفر أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري المؤرخ، وحاله متماسكة، فسألته، فقال: كنت من جلساء المستعين فقصده الشعراء، فقال: لست أقبل إلا ممن قال مثل قول [3] البحتري في المتوكل:
ولو أن مشتاقاً تكلف فوق ما ... في وسعه لمشى إليك المنبر فرجعت إلى داري وأتيته وقلت: قد قلت فيك أحسن مما قاله البحتري فقال: هاته، فأنشدته:
ولو أن برد المصطفى إذ لبسته ... يظن لظن البرد أنك صاحبه
وقال - وقد أعطيته ولبسته -: ... نعم، هذه أعطافه ومناكبه فقال: ارجع إلى منزلك، وافعل ما آمرك به، فرجعت، فبعث إلي سبعة آلاف دينار، وقال: ادخر هذه للحوادث من بعدي، ولك علي الجراية والكفاية ما دمت حياً.
وللمتنبي في هذا المعنى:
لو تعقل الشجر التي قابلتها ... مدت مُحيية إليك الأغصنا [1] المصدر نفسه. [2] ق: مال جزيل. [3] قول: سقطت من ق ن.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 24