نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 22
قال صالح بن الأصبغ التنوخي المنبجي [1] : رأيت البحتري هاهنا عندنا قبل أن يخرج إلى العراق، يجتاز بنا الجامع من هذا الباب، وأومأ إلى جنبتي المسجد، يمدح أصحاب البصل والباذنجان، وينشد الشعر في ذهابه ومجيئه، ثم كان منه ما كان، وعلوة التي شبب بها في كثير من أشعاره هي بنت زريقة الحلبية، وزريقة أمها [2] .
وحكى أبو بكر الصولي في كتابه الذي وضعه في " أخبار أبي تمام الطائي " [3] أن البحتري كان يقول: أول أمري في الشعر ونباهتي فيه أني صرت إلى أبي تمام وهو بحمص، فعرضت عليه شعري، وكان يجلس فلا يبقى شاعر إلا قصده وعرض عليه شعره، فلما سمع شعري أقبل علي وترك سائر الناس، فلما تفرقوا قال لي: أنت أشعر من أنشدني، فكيف حالك فشكوت خلة، فكتب إلى أهل معرة النعمان [4] ، وشهد لي بالحذق وشفع لي إليهم وقال لي: امتدحهم، فصرت إليهم فأكرموني بكتابه ووظفوا لي أربعة آلاف درهم، فكانت أول مال أصبته.
وقال أبو عبادة المذكور [5] : أول ما رأيت أبا تمام، وما كنت رأيته قبلها، أني دخلت أبي سعيد محمد بن يوسف، فامتدحته بقصيدتي التي أولها:
أأفاق صب من هوى فأفيقا ... أم خان عهداً أم اطاع شفيقا فأنشدته إياها، فلما أتممتها سر بها، وقال لي: أحسن الله إليك يا فتى، فقال له رجل في المجلس: هذا، أعزك الله، شعري علقه هذا الفتى، فسبقني به إليك، فتغير أبو سعيد وقال لي: يا فتى، قد كان في نسبك وقرابتك ما يكفيك أن تمت به إلينا، ولا تحمل نفسك على هذا، فقلت: هذا شعري أعزك [1] تاريخ بغداد 13: 447. [2] ق: ثم شبب بعلوة بنت زريقة الحلبية؛ وسقط هذا من: بر من. [3] أخبار أبي تمام: 66 وأخبار البحتري: 55 - 56. [4] أورد الصولي نص الكتاب وهو: " يصل كتابي هذا على يد الوليد أبي عبادة الطائي وهو على بذاذته شاعر فأكرموه ". (أخبار أبي تمام: 66) . [5] أخبار أبي تمام: 105 - 106 وأخبار البحتري: 63.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 6 صفحه : 22