نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 5 صفحه : 401
فقلت: أما سداد الكنيف فأنت ملي به، وأما الثغر فلا لنا كيف أنت فيه، وكنت حديث السن وأردت العبث به، فأعرض عني ملياً، ثم أقبل علي متمثلاً يقول:
وأكرم نفسي إنني إن أهنتها ... وحقك لم تكرم على أحد بعدي فقلت: والله ما يكون من الهوان شيء أكثر مما بذلتها له فقال لي: والله إن من الهوان لشراً مما أنا فيه، فقلت: وما هو قال: الحاجة إليك وإلى أمثالك] [1] .
وكان سبب عمله هذه الأبيات أن محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي خال هشام بن عبد الملك لما كان والي مكة حبس العرجي المذكور لأنه كان يشبب بأمه جيداء، وهي من بني الحارث بن كعب، ولم يكن ذلك لمحبته إياها، بل يفضح ولدها المذكور، وأقام في حبسه تسع سنين، ثم مات فيه بعد أن ضربه بالسياط وسهره بالأسواق، فعمل هذه الأبيات في السجن [2] .
[قال إسحاق: وكان الوليد بن يزيد مضغطاً على محمد بن هشام أشياء كانت تبلغه عنه في هشام، فلما ولي الخلافة قبض عليه وعلى أخيه إبراهيم بن هشام وأشخاص الشام، ثم دعا بالسياط، فقال له محمد: أسألك بالقرابة، فقال: وأي قرابة بيني وبينك، هل أنت من أشجع قال: فأسألك بصهر عند الملك، قال: فلم تحفظه؛ قال: يا أمير المؤمنين قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضرب قريش بالسياط إلا في حد، قال: ففي حد أضربك وقود، " أنت ممن سن " ذلك على العرجي وهو ابن عمي وابن أمير المؤمنين عثمان فما راعيت حق جده ولا نسبته إلى هشام، ولا ذكرت حينئذ هذا الخبر، وأنا ولي ثأره، اضرب يا غلام، فضربهما ضرباً مبرحاً وأثقلا بالحديد ووجهها إلى يوسف بن عمرو بالكوفة وأمر باستقصائهما وتعذيبهما حتى يتلفا، [1] زيادة انفردت بها ر، وانظر الأغاني 1: 290. [2] وكان سبب ... السجن: هذه الفقرة وقعت في ر بعد الزيارة التالية، ولكنا قد مناها ليطرد السياق؛ وواضح من إيراد الزيادتين معاً أنهما نقل مباشر عن الأغاني.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 5 صفحه : 401