نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 5 صفحه : 398
بالبصرة فخرج يريد خراسان، فشيعه من أهل البصرة نحو من ثلاثة آلاف رجل، ما فيهم إلا محدث أو نحوي أو لغوي أو عروضي أو أخباري، فلما صار بالمربد جلس فقال: يا أهل البصرة، يعز علي فراقكم، ووالله لو وجدت كل يوم كيلجة باقلى ما فارقتكم، قال: فلم يكن أحداً فيهم يتكلف [1] له ذلك، فسار حتى وصل خراسان فأفاد بها مالاً عظيماً، وكانت إقامته بمرو. وقد سبق في أخبار القاضي عند الوهاب المالكي نظير هذه الحكاية لما خرج من بغداد [2] .
وسمع بن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وعبد الله ابن عون وهشام بن حسان وغيرهم من التابعين، وروى عنه يحيى بن معين وعلي ابن المديني وكل من أدركه من أئمة عصره، ودخل نيسابور غير مرة وأقام بها رماناً وسمع منه أهلها.
وله مع المأمون بن هارون الرشيد لما كان مقيماً بمرو حكايات ونوادر، لأنه كان يجالسه، فمن ذلك ما حكاه الحريري في كتاب " درة الغواص في أوهام الخواص " في قوله [3] : ويقولون هو سداد من عوز، فيلحنون في فتح السين [4] ، والصواب أن يقال بالكسر: وقد جاء في أخبار النحويين أن النضر بن شميل المازني استفاد بإفادة هذا الحرف ثمانين ألف درهم، وساق خبره، وذكر إسناداً انتهى فيه إلى محمد بن ناصح الأهوازي قال: حدثني النضر بن شميل قال: كنت أدخل على المأمون في سمره، فدخلت ذات ليلة وعلي ثوب [5] مرقوع، فقال: يا نضر، ما هذا التقشف حتى تدخل على أمير المؤمنين في هذه الخلقان قلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ ضعيف وحر مرو شديد، فأتبرد بهذه الخلقان، قال: لا، ولكنك قشف، ثم أجرينا الحديث، فأجرى هو ذكر النساء فقال: حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما [1] ر: يتكفل؛ بر من: فلم يكن فيهم من يتكلف. [2] انظر ج 3: 219 - 220. [3] درة الغواص: 105 - 107. [4] ق ص ن: في السين بفتحها. [5] الدرة: قميص.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 5 صفحه : 398