نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 4 صفحه : 327
صحيحا؛ قال أبو علي: وعاش بعد ذلك عامين، وكنت أسأله عن شكوكي في اللغة وهو بهذه الحال فيرد بأسرع من النفس بالصواب. وقال لي مرة وقد سألته عن بيت شعر: لئن طفئت شحمتا عيني لم تجد من يشفيك من العلم، قال أبو علي: ثم قال لي: يابني، وكذلك قال لي أبو حاتم وقد سألته عن شيء، ثم قال لي أبو حاتم: وكذلك قال لي الأصمعي وقد سألته. وقال أبو علي: وآخر شيء سألته عنه جاوبني أن قال لي: يابني حال الجريض دون القريض، فكان هذا الكلام آخر ماسمعته منه وكان قبل ذلك كثيرا ما يتمثل:
فواحزني أن لا حياة لذيذة ... ولا عمل يرضى به الله صالح وقال المرزباني [1] ، قال لي ابن دريد: سقطت من منزلي بفارس، فانكسرت ترقوتي، فسهرت ليلتي، فلما كان آخر الليل غمضت [2] عيني فرأيت رجلا طويلا أصفر الوجه كوسجا [3] دخل علي وأخذ بعضادتي الباب وقال: أنشدني أحسن ما قلت في الخمر، فقلت: ما ترك أبو نواس لأحد شيئا، فقال: أنا أشعر منه، فقلت: ومن أنت فقال: أنا أبو ناجية من أهل الشام، وأنشدني [4] :
وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... أتت بين ثوبي نرجس وشقائق
حكت وجنة المعشوق صرفا فسلطوا ... عليها مزاجا فاكتست لون عاشق فقلت له: أسأت، فقال: ولم قلت: لأنك قلت وحمراء فقدمت الحمراء ثم قلت بين ثوبي نرجس وشقائق فقدمت الصفرة، فهلا قدمتها على الأخرى، فقال: ما هذا الاستقصاء في هذا الوقت يابغيض
وجاء في رواية أخرى أن الشيخ أبا علي الفارسي النحوي قال: أنشدني ابن دريد هذين البيتين لنفسه، وقال: جاءني إبليس في المنام وقال: أغرت على أبي [1] انظر نور القبس: 343. [2] المرزباني والقفطي: حملتني؛ بر: أغمضت. [3] الكوسج: الذي ليس على عارضيه شعر. [4] ديوانه: 86.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 4 صفحه : 327