نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 4 صفحه : 178
كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوما: والله لهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر.
وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدرا، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه، وروي أنه قيل للزهري: هل شهد جدك بدرا قال: نعم، ولكن من ذلك الجانب، يعني أنه كان في صف المشركين. وكان أبوه أسلم مع مصعب بن الزبير، ولم يزل الزهري مع عبد الملك ثم مع هشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه.
وتوفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة، وقيل ثلاث وعشرين، وقيل خمس وعشرين ومائة [1] ، وهو ابن اثنتين - وقيل ثلاث - وسبعين سنة، وقيل مولده سنة إحدى وخمسين للهجرة، والله أعلم، ودفن في ضيعته أدامي بفتح الهمزة والدال المهملة وبعد الألف ميم مفتوحة وياء مفتوحة أيضا وقيل: أدمي، مثل الأول لكنها بغير ألف، وهي خلف شغب وبدا، وهما واديان وقيل قريتان بين الحجاز والشام في موضع هو آخر عمل الحجاز وأول عمل فلسطين. وذكر في كتاب التمهيد أنه مات في بيته بنعف، وهي قرية عند القرى المذكورة، وماتت بها أيضا أم حزرة زوجة جرير، فقال من أبيات:
نعم القرين وكنت علق مضنة ... وارى بنعف بلية الأحجار وقبره على الطريق ليدعو له كل من يمر عليه، رضي الله عنه.
والزهري: بضم الزاي وسكون الهاء وبعدها راء، هذه النسبة إلى زهرة ابن كلاب بن مرة، وهي قبيلة كبيرة من قريش، ومنها آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلق كثير من الصحابة وغيرهم، رضي الله عنهم [2] .
وشغب: بفتح الشين المعجمة وسكون الغين المعجمة وبعدها ياء موحدة. [1] س ن ت لي بر: وقيل خمس ومائة. [2] هنا تنتهي الترجمة في ت.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 4 صفحه : 178