نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 3 صفحه : 15
وكلم الشعبي عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين في قوم حبسهم ليطلقهم فأبى، فقال له: أيها الأمير، إن حبستهم بالباطل فالحق يخرجهم، وإن حبستهم بالحق فالعفو يسعهم، فأطلقهم.
وكان ضئيلاً نحيفاً، فقيل له يوماً: ما لنا نراك ضئيلاً فقال: زوحمت في الرحم، وكان قد ولد هو وأخ آخر في بطن وأقام في البطن سنتين، ذكره في كتاب " المعارف " [1] . ويقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي قال له يوماً: كم عطاءك في السنة فقال: ألفين، فقال: ويحك كم عطاؤك فقال: ألفان، قال: كيف لحنت أولاً قال: لحن الأمير فلحنت، فلما أعرب أعربت، وما أمكن أن يلحن الأمير وأعرب أنا. فاستحسن ذلك منه وأجازه.
وكان مزاحاً، يحكى أن رجلاً دخل عليه ومعه امرأة في البيت فقال: أيكما الشعبي فقال: هذه.
وكانت ولادته لست سنين خلت من خلافة عثمان رضي الله عنه، وقيل سنة عشرين للهجرة، وقيل إحدى وثلاثين، وروي عنه أنه قال: ولدت سنة جلولاء وهي سنة تسع عشرة. وقال قتادة: ولد الشعبي لأربع سنين بقين من خلافة عمر رضي الله عنه، وقال خليفة بن خياط: ولد الشعبي والحسن البصري في سنة إحدى وعشرين، وقال الأصمعي: في سنة سبع عشرة بالكوفة. وتوفي بالكوفة سنةأربع، وقيل ثلاث، وقيل ست، وقيل سبع، وقيل خمس ومائة، وكانت وفاته فجأة. وكانت أمه من سبي جلولاء، رضي الله عنه.
وشراحيل: بفتح الشين المعجمة والراء وبعد الألف حاء مهملة مكسورة ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها وبعدها لام.
والشعبي: بفتح الشين المعجمة وسكون العين المهملة وبعدها باء موحدة، هذه النسبة إلى شعب، وهو بطن من همدان، وقال الجوهري [2] : هذه النسبة إلى جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري هو وولده ودفن به، وهو ذو شعبين، فمن كان بالكوفة منهم قيل لهم: شعبيون، ومن كان منهم بمصر [1] المعارف: 450. [2] ر س: ابن قتيبة؛ والنص في المعارف أيضاً.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 3 صفحه : 15