نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 2 صفحه : 72
فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن، فقال الشعبي لابن سيرين: سفسفنا له فسفسف لنا [1] .
ورأى الحسن يوماً رجلاً وسيماً حسن الهيئة، فسأل عنه فقيل: إنه يسخر للملوك ويحبونه، فقال: لله أبوه، ما رأيت أحداً طلب الدنيا بما يشبهها إلا هذا.
وكانت أمه تقص للنساء، ودخل عليها يوماً وفي يدها كراثة تأكلها، فقال لها: يا أماه، ألقي هذه البقلة الخبيثة من يدك، فقالت: يا بني إنك شيخ قد كبرت وخرفت، فقال: يا أماه، أينا أكبر [2] وأكثر كلامه حكم وبلاغة. وكان أبوه من سبي ميسان، وهو صقع بالعراق.
ومولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة، ويقال إنه ولد على الرق، وتوفي بالبصرة مستهل رجب سنة عشر ومائة، رضي الله عنه، وكانت جنازته مشهودة؛ قال حميد الطويل: توفي الحسن عشية الخميس، وأصبحنا يوم الجمعة ففرغنا من أمره، وحملناه بعد صلاة الجمعة، ودفناه فتبع الناس كلهم جنازته واشتغلوا به، فلم تقم صلاة العصر بالجامع، ولا أعلم أنها تركت منذ كان الإسلام إلا يومئذ، لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر.
وأغمي على الحسن عند موته، ثم أفاق فقال: لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم.
وقال رجل قبل موت الحسن لابن سيرين: رأيت كأن طائراً أخذ أحسن حصاة بالمسجد، فقال: إن صدقت رؤياك مات الحسن، فلم يكن إلا قليلاً حتى مات الحسن [3] . [1] وردت في أبعد هذا الموضع الزيادة الآتية: وقال لمطرف بن عبد الله بن الشخير: يا مطرف غلط أصحابك، فقال مطرف: إني أخاف أن أقول ما لا أفعل، فقال الحسن: رحمك الله وأينا يفعل ما يقول لود الشيطان أنه ظفر بهذا منكم فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر. [2] وكانت أمه ... أكبر: لم يرد في المسودة. [3] وكانت جنازته ... مات الحسن: لم يرد في المسودة، وهاهنا يضاً زيادة من النسخة أ: وحكى المعافى بن زكريا في كتاب " الجليس والأنيس " عن الأصمعي قال: حدثنا مبارك ابن فضالة عن ثابت البناني قال: انصرفت من جنازة الحسن فقلت لبنتي: والله ما رأيت جنازة قط اجتمع فيها من الناس اجتمع فيها وإن كان الحسن لأهلاً لذلك، فقالت لي بنتي: يا أبه، ما ذلك إلا لستر الله، فحجزت والله نفسي.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 2 صفحه : 72