نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 2 صفحه : 392
ورأيت [1] في بعض المجاميع أن سفيان خرج يوماً إلى من جاءه يسمع منه وهو ضجر، فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد وجالس هو أبا سعيد الخدري، وجالست عمرو [2] بن دينار وجالس هو ابن عمر رضي الله عنهما، وجالست الزهري وجالس هو أنس بن مالك، حتى عد جماعة، ثم أنا أجالسكم فقال له حدث في المجلس: أتنصف يا أبا محمد قال: إن شاء الله تعالى، فقال: والله لشقاء أصحاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بك أشد من شقائك بنا؛ فأطرق وأنشد قول أبي نواس [3] :
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
إنما السالم من أل ... جم فاه بلجام [4] فتفرق الناس وهم يتحدثون برجاحة الحدث، وكان ذلك الحدث يحيى بن أكثم التميمي، فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء، يعني السلطان - وسيأتي ذكر يحيى في حرف الياء إن شاء الله تعالى، وهو القاضي المشهور -.
وقال الشافعي: ما رأيت أحداً فيه من آلة الفتيا ما في سفيان، وما رأيت أكف عن الفتيا منه.
[وكان أدرك نيفاً وثمانين نفساً من التابعين. قال سفيان المذكور: كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الخلق فإذا رأيت مشيخة وكهولة جلست إليهم وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان، ثم ينشد:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤود قيل إنه في آخر سنة حج قال: قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة وأقول كل [1] هذه الفقرة جميعها لم ترد في م. [2] س ر والمسودة: عبيد، وأثبتنا ما في ص. [3] ديوان أبي نواس: 194 - 195. [4] سقط البيت من س ص والمسودة.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 2 صفحه : 392