نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 2 صفحه : 186
طال اغترابي حتى حن راحلتي ... ورحلها وقرى العسالة الذبل
وضج من لغب نضوي وعج لما ... يلقى ركابي ولح الركب في عذلي
أريد بسطة كف أستعين بها ... على قضاء حقوق للعلا قبلي
والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الغنيمة بعد الكد بالقفل
وذي شطاط كصدر الرمح معتقل ... بمثله غير هياب ولا وكل
حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت ... بشدة البأس منه رقة الغزل
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته ... والليل أغرى سوام النوم بالمقل
والركب ميل على اكوار من طرب ... صاح وآخر من خمر الهوى ثمل
فقلت أدعوك للجلى لتنصرني ... وأنت تخذلني في الحادث الجلل
تنام عيني وعين النجم ساهرة ... وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
فهل تعين على غي هممت به ... والغي يزجر أحياناً عن الفشل
إني أريد طروق الحي من إضم ... وقد حماه رماة من بين ثعل
يحمون بالبيض والسمر اللدان به ... سود الغدائر حمر الحلي والحلل
فسر بنا في ذمام الليل معتسفاً ... فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
فالحب حيث العدا والأسد رابضة ... حول الكناس لها غاب من الأسل
نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغنج والكحل
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ... ما بالكرائم من جبن ومن بخل
تبيت نار الهوى منهن في كبد ... حرى ونار القرى منهم على قلل
يقتلن أنضاء حب لا حراك بها ... وينحرون كرام الخيل والإبل
يشفى لديغ العوالي في بيوتهم ... بنهلة من غدير الخمر والعسل
لعل إلمامة بالجزع ثانية ... يدب منها نسيم البرء في عللي
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقة من نبال الأعين النجل
ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني ... باللمح من خلل الأستار والكلل
ولا أخل بغزلان تغازلني ... ولو دهتني أسود الغيل بالغيل
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 2 صفحه : 186