نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 172
منسوبة إليه، ولأتباعه أحوال عجيبة: من أكل الحيات وهي حية، والنزول في التنانير وهي تتضرم بالنار فيطفئونها، ويقال: إنهم في بلادهم يركبون الأسود، ومثل هذا وأشباهه، ولهم مواسم يجتمع عندهم من الفقراء عالم لا يعد ولا يحصى، ويقومون بكفاية الكل. ولم يكن له عقب، وإنما العقب لأخيه، وأولاده يتوارثون المشيخة والولاية على تلك الناحية إلى الآن، وأمورهم مشهورة مستفيضة، فلا حاجة إلى الإطالة فيها.
وكان للشيخ أحمد - مع ما كان عليه من الاشتغال بعبادته - شعر، فمنه على ما قيل:
إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوف
وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى ... وتحتي بحار بالأسى تتدفق
سلوا أم عمرو كيف بات أسيرها ... تفك الأسارى دونه وهو موثق
فلا هو مقتول ففي القتل راحة ... ولا هو ممنون عليه فيطلق [1] ولم يزل على تلك الحال إلى أن توفي يوم الخمسين الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة بأم عبيدة، وهو في عشر السبعين، رحمه الله تعالى.
والرفاعي - بكسرالراء وفتح الفاء وبعد الألف عين مهملة - هذه النسبة إلى رجل من العرب، يقال له رفاعة، هكذا نقلته من خط بعض أهل بيته.
وأم عبيدة: بفتح العين المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعد الدال المهملة المفتوحة هاء.
والبطائح - بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة وبعد الألف ياء مثناة من تحتها ثم حاء مهملة - وهي عدة قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة، ولها شهرة بالعراق. [1] يبدو أنه ضمن هذين البيتين فهما من قديم الشعر لشبيب بن البرصاء كما في الأغاني 12: 254، 272.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 172