responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد    جلد : 1  صفحه : 48
الفصل الثاني: تفسيره القرآن بالسنة
يذهب الشيخ محمد رحمه الله إلى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" فسر للصحابة رضوان الله عليهم ألفاظ القرآن كما بلغها. وقد مال إلى هذا القول من قبل الإمام ابن جرير الطبري[1]، وقرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله[2].
والذي يظهر أن مرادهم بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بين ما يحتاج إلى بيان وإيضاح، كما تدل عليه عباراتهم، واستدلالاتهم، كما سيأتي، وأما ما سوى ذلك فمجرد إبلاغه بيان له، على ما سيأتي توضيحه.
فإن قول الشيخ محمد: "فسر" مشعر بذلك، حيث أن التفسير في اللغة: هو الكشف والبيان[3]. والذي يحتاج إلى كشف وبيان هو ما كان مستوراً غامضاً، وهو ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه في قول الله تعالى له: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [4] فتولى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالبيان على أوجه كثيرة: كبيان المجمل، وتوضيح المشكل، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وغير ذلك، والأدلة على بيانه صلى الله عليه وسلم كثيرة منها:
1- قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فالبيان في الآية يتناول بيان معاني القرآن، كما يتناول بيان ألفاظه بتبليغها.
2- قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [5] وقوله: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [6] وقوله: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [7]، وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن.

[1] انظر ترجمته فيما يأتي ص "286" من قسم التحقيق.
[2] انظر مؤلفات الشيخ/ التفسير ص"254"، وتفسير الطبري "1: 73 وما بعد ها" ومقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ص "35".
[3] انظر لسان العرب "5: 55". والمصباح المنير "472" مادة: فسر.
[4] سورة النحل: آية "44".
[5] سورة "ص": آية "29".
[6] سورة النساء: آية "82".
[7] سورة المؤمنون: آية "68".
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست