نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 227
والاعتبار بما فيه من دروس وعظات، إيماناً بقول الله تعالى في شأن قصص الأولين {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [1] فيقول[2]: ومن أوضح ما يكون لذوي الفهم قصص الأولين والآخرين، قصص من أطاع الله وما فعل بهم وقصص من عصاه وما فعل بهم، فمن لم يفهم ذلك ولم ينتفع به فلا حيلة فيه، كما قال تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} [3].
فيوضح بعبارته هذه أهمية القصص للمتفكرين المتدبرين لكتاب الله، الناظرين في القصة وأحداثها نظرة واعية، منصبة على النظر في أحوال الناجين وسبب نجاتهم وأحوال الهالكين وأسباب هلاكهم، ففي هذه عبر عظيمة لا يحرمها إلا من أعمى الله بصيرته، حيث أنها واقع مادي ملموس، فكيف يكابر العقل وتنكر المحسوسات.
ويقول الشيخ أيضاً مبيناً أهمية القصص وأن هدف القصة القرآنية هو ترسيخ المعاني الإيمانية والتحذير من ضدها والنص على موضع العظة والعبرة، لا مجرد التسلية، أو سرد الأحداث والوقائع للتسجيل التاريخي فحسب، يقول[4]: ولما ذكر الله القصص في سورة الشعراء ختم كل قصة بقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [5].أ. هـ. ومعنى آية: دلالة وحجة قاطعة وحكمة بالغة[6].
ويقول الشيخ: فقص الله ما قص لأجلنا كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} الآية. [1] سورة يوسف آية "111". [2] مؤلفات الشيخ/ القسم الثالث/ مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ص "7". [3] سورة "ق" آية: "36". [4] مؤلفات الشيخ/ القسم الثالث / مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ص "10". [5] سورة الشعراء الآيات "8، 67، 103، 121، 139، 158، 174، 190". [6] تفسير ابن كثير "155:6".
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 227