نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 188
ويوضح الشيخ من خلال الآيات أنه ليس كل الشبه والبدع يجب أن يرد عليها فيقول مستنبطاً من قصة آدم وإبليس: إن الشبهة إذا كانت واضحة البطلان، لا عذر لصاحبها، فإن الخوض معه في إبطالها تضييع للزمان، وإتعاب للحيوان، مع أن ذلك لا يردعه عن بدعته، وكان السلف لا يخرجون مع أهل الباطل في رد باطلهم كما عليه المتأخرون، بل يعاقبونهم إن قدروا وإلا أعرضوا عنهم. وقال أحمد لمن أراد أن يرد عليهم: اتق الله ولا تنصب نفسك لهذا فإن جاءك مسترشداً فأرشده.
وهو سبحانه لما قال اللعين: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [1] قال: {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} ولما قالت الملائكة ما قالت: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [2] ثم بين لهم ما بين حتى أذعنوا[3].
وبعض استنباطات الشيخ يفهم منها أنها تتضمن الرد على أقوال مخالفة، وإن كان النص على المسائل العقدية في الوقت نفسه قد يكون تنبيهاً على خطأ المخالف في هذه المسألة، إلا أن الرد المفهوم يتجلى في بعض المسائل أكثر من غيرها فمن ذلك:
أ- استنباطه من قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [4] أن كل الرسل رجال، لا جني فيهم ولا أنثي[5].
فقد نص هنا على هذه المسألة، ويفهم من نصه هذا الرد على من يزعم خلاف ذلك وهو أن في الجن رسلاً أو في النساء.
وقد صرح في موضع آخر مشابه أن في تلك الآية رداً فقال عند قوله [1] سورة ص: آية "76". [2] سورة البقرة: آية "30". [3] مؤلفات الشيخ/القسم الرابع/ التفسير ص "93". [4] سورة النحل: آية "43". [5] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "212".
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 188