وله تحريرات على التفاسير وغيرها. وباشر تدريس البخاري في أواخر عمره تحت قبة النسر. توفي ليلة الخميس رابع شهر ربيع الأول سنة ثمانين وألف بداء الاستسقاء ودفن بتربة باب الصغير.
هذا وقد قرأت عليه في مقدمات في العربية والمنطق ومنهاج البيضاوي في الأصول، وحضرت في التفسير وأجازني رحمه الله وباقي مشايخنا رحمة واسعة.
نقيب الأشراف محمد بن كمال الدين بن حمزة
ومنهم الشيخ السيد محمد نقيب الأشراف بن كمال الدين بن حسين بن محمد بن حمزة نقيب الأشراف في الشام، وعلامة العلماء الأعلام ابن حسين الحنفي. رئيس فرقته علما وجاها، كان عالما محققا وحبرا مدققا، غواصا على المسائل كثير التبحر مملؤا معارف وفنونا.
ولد بدمشق، وربي في حجر والده، وقرأ القرآن على الشيخ المعمر الصالح أبي بكر السليمي الحنفي، وجوده على الشيخ عبد الباقي الحنبلي، وقرأ عليه لأهل سما إفرادا وجمعا من طريقي الشاطبية والتيسير إلى أواخر سورة البقرة، وأحضره والده على محمد بن منصور بن محب الدين الحنفي الدمشقي، وأجازه بما تجوز له روايته وأخذ عن الشمس الميداني، وحضره تحت قبة النسر وأجازه، وأخذ عن الشهاب أحمد بن محمد العرعاني البقاعي، وأجازه بسائر مروياته وسمع بعض البخاري على النجم الغزي، والشيخ محمد الحريري والشيخ علي القبردي، والشيخ رمضان العكاري، والشيخ يوسف بن أبي الفتح، والشيخ عبد الرحمن العمادي في الفقه والحديث، والملا عبد الكريم في علم الكلام والمعقولات. ولما ورد الحافظ المقرئ الأثري أحمد إلى دمشق سنة ألف وسبع وثلاثين لازمه في الحديث رواية ودراية، وأجازه بسائر مروياته، وحضر في الديار الرومية دروس الشيخ حسين بن عبد النبي الشعال الدمشقي، ولما حج سنة ألف وخمسين حضر ابن علاَّن الشيخ محمد بن علي محدث مكة وأجازه بما تجوز له روايته، واجتمع بمحدث المدينة المنورة الشيخ محمد الخياري وقرأ عليه وأجازه بسائر مروياته وله حاشية على شرح الخلاصة لابن المصنف من باب الاستثناء إلى آخر الكتاب، وله التحريرات الكثيرة على أماكن شتى من التفسير والحديث، وأخذ عنه الإمام الهمام الشيخ رمضان بن موسى.
ولد في غرة رجب سنة أربع وعشرين وألف. وتوفي ختام صفر الخير سنة ألف وخمس وثمانين ودفن بمقبرة باب الفراديس رحمة الله تعالى.
هذا وقد حضرته في حصة من كتب العربية منها شرح الخلاصة لابن المصنف، ومختصر المعاني والبيان وغيرها من المقدمات، وقبل ذلك في حال البداية بالآجرومية وشروحها وقواعد الإعراب ودروس التفسير في البيضاوي في مدرسة التقوية، وفي منزله أيضا. محمد بن أحمد الخلوتي
ومنهم محمد بن أحمد بن علي الخلوتي، ابن أخت منصور البهوتي الحنبلي، العالم الإمام إمام المعقول والمنقول، المفتي والمدرس بمصر، المحرر المحقق المدقق، أخذ الفقه عن العلامة عبد الرحمن البهوتي الحنبلي تلميذ الشمس الشامي صاحب السيرة تلميذ الجلال السيوطي، ولازم خاله العلامة الورع الزاهد الفهامة الشيخ منصور البهوتي الحنبلي شيخ والدنا شارح المنتهى والإقناع ومحشيها، وأخذ العلوم العقلية عن الشهاب الغنيمي، وعليه تخرج وانتفع، واختص بعده بالنور الشبراملسي، ولازمه في درسه في كثير من العلوم، وكان يجري بينهما في الدرس من المحاورات والنكات الدقيقة لا يفهمها من الحاضرين إلا من كان من أكابر المحققين، وكان الشبراملسي يثني عليه ويجله ويعظمه ويحترمه، ولا يخاطبه إلا بغاية التعظيم، وكان رفيقه في الطلب، ولم يزل ملازما له حتى مات. وله حاشية على الإقناع وحاشية على المنتهى جردتا بعد موته من هامشيهما، وله شعر منه قوله: من الخفيف
سمحت بعد قولها لفؤادي ... ذُب أسى يا فؤادَه وتفتَّتِ
ونجا القلب من حبائل هجر ... نصبتها لسيره ثم حلت
وقوله أيضا: من الوافر
كأن الدهر في خفض الأعالي ... وفي رفع الأسافلة اللئامِ
فقيه عنده الأخبار صحت ... بتفضيل السجود على اللئامِ
وكانت وفاته بمصر بعد نصف ليلة الجمعة تاسع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وألف.