ابن محمد بن مقرن عن ساعد الجد ولبي نداء الواجب واستجاب الداعي الجهاد فحمل علم الإسلام ورفع راية التوحيد فأخذ يغزو أنصار الشرك ويجاهد أحزاب الضلال إحدى وعشرين سنة فما ضعف ولا استكان فأعز الله به الدين وأظهر به دعوة الإسلام والتوحيد فأبصر أهل نجد طريق الخير ولرشد ورجعوا عن الغي ودخلوا في دين الله أفواجا فأصبحوا بفضل الله ثم بفضل هذا الدعوة والجهاد المقدس بعد أن كانوا أحزابا متفرقين وأعداء متقاطعين إخوانا متآلفين تجمعهم كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله تحت راية الإسلام الصحيح ولواء التوحيد المطهر فصاروا بعد ذلك مضرب المثل في الوفاء والاستقامة والدين وبعد ذلك أستأثر الله ب الإمام المجاهد العظيم محمد بن سعود بن محمد بن مقرن فتوفاه سنة ألف ومائة وتسع وسبعين من الهجرة فقام بعده في الإمامة وخلفه في مؤزرة الشيخ محمد ومناصرته ابنه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود فسار سير والده في الدفاع عن الإسلام وحماية الدعوة ومتابعة الجهاد والغزو، ففتح الله عليه الرياض وخرج منه ابن دواس هاربا خائفا لا يلوى على أحد فدخله الإمام عبد العزيز واستولى عليه رحمة الله وملكة وذلك سنة ألف ومائة وسبع وثمانين من الهجرة، وبعد هذا الفتح دانت له نجد كلها واتسع ملكه إلي ما ورائها فملك الأحساء والقطيف والزبارة[1] وملك تهامة وما يليها من اليمن والحجار ما عدا الحرمين الشريفين، فأقام العدل رحمة الله تعالى في ربوع هذه الولايات كلها وأقر الأمن فيها ورجع بأهلها إلي الإسلام الصحيح الذي يأمر بعبودية الله وحده وينهي نهيا باتا عن اتخاذ الوسائط والشفعاء وبعد مضي سبع وعشرين سنة من ولاية الإمام عبد العزيز ابن الإمام محمد بن سعود توفى الله المصلح الإسلام العظيم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وذلك سنة ألف ومائتين وست من الهجرة عن واحد وتسعين عاما قضاها في تحصيل العلم ونشره والقيام بدعوة الإسلام الصحيح والتوحيد، فقد أخذ عنه _ رحمة الله _ [1] الزبارة تقع بين قطر والبحرين وكانت مقر حكام البحرين من آل خليقة في ذلك الوقت.