فيأتونه مستشفعين لمادها ... من الكرب أو مستعتب طالب عفرا
فيدعو لهم أن يكشف الله ما بهم ... من الضر واللأوى ويستنزل النصرا
ومن بعد أن مات النبي محمد ... فليس سوى الرحمن يدعونه طرا
بل الله مولاهم ولا شيء غيره ... وبالعمل المرضي يدعونه جهرا طرا
وبالدعوات الصالحات توسلوا ... وإيمانهم بالمصطفى من سما فخرا
وما كان مكروها وكان محرما ... ومخترعا في الدين مبتدعا نكرا
فذاك الذي بالجاه أو بذواتهم ... توسل أو يدعو بهم طالبا أجرا
فما بذوات الأنبياء وجاههم ... أتى النص أن ندعو بهم واضحا يقرا
نعم قدرهم أعلى لدى كل مسلم ... على كل مخلوق وكل بني الغبرا
وتعزيرهم أعلى لدى كل مسلم ... وتوقيرهم إذ كلهم قد علا قدرا
فما ورثوا الكذاب من كان يدعي ... بأن له شطرا وللمصطفى شطرا
لأنهمو قد أخلصوا الأمر كله ... ولم يجعلوا للمصطفى ذلك القدرا
ومن أشرك المخلوق في حق ربه ... فقد جاء بالكفران والقالة النكرا
وانتم ورثتم جهرة كل كافر ... وحققتم الإرث الذي أوجب الكفرا
بصرفكمو ما للإله لغيره ... فلم تجعلوا لله شيئا ولا شطرا
ومن قول هذا المفتري في نظامه ... وقرر هذا في قصيدته جهرا
"أشار رسول الله للشرق ذمه ... وهم أهله لاغرو أن أطلع الشرا"
أقول لعمري ما أصبت وإنما ... دهاك اسم نجد حيث لم تعرف الأمرا
فما شرق دار المصطفى قط نجدنا ... ولكنه نجد. ... فهم أحرى
ومنه بدت تلك الزلازل كلها ... وقد قررت أخبارها للورى سبرا
ففي "الفتح"[1] ما يشفر ويطلع عالما ... بتلك المعاني قد أحاط بها خبرا
وما طعنوا في الأشعري أمامكم ... ولكن بأتباع له كسروا كسرا
وللملاتريدي حيث جاء ببدعة ... وللأشعري أشياء منكرة أخرى [1] يعنى به فتح الباري شرح صحيح البخاري.