responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور    جلد : 25  صفحه : 268
قال منصور بن المهدي: حدثني أعمامي قال: كان المنصور يقول لبنيه: يا بني، اغسلوا أيديكم قبل الطعام فإنه أمنة من الفقر.
دخل منصور بن المهدي يوماً على المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه، فقال له: ما عندك فيما يقول هؤلاء؟ قال: يا أمير المؤمنين! أغفلونا في الحداثة، وشغلنا الطلب عند الكبر من اكتساب الأدب. قال: لم لا تطبه اليوم وأنت في كفاية؟ قال: أو يحسن بمثلي طلب العلم؟ فقال له المأمون: والله لأن تموت طالباً للعلم خير من أن تعيش قانعاً بالجهل. قال: يا أمير المؤمنين! إلى متى يحسن؟ قال: ما حسنت بك الحياة؛ يا منصور! اتق الله في نفسك ولا ترض بهذا، فإنه يقصر بك في المجالس، ويصغرك في أعين من يراك ويزري بك.
وحدث يزيد بن مرثد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أراد العافية ملأ الله حضنيه عافية، ومن أراد البلاء ملأ الله حضنيه بلاء.
وحدث بهذا الحديث منصور بن المهدي.
كان أهل دمشق قد ثاروا بمنصور بن المهدي مرة بعد مرة، إحداهن في القلة التي فقدت من مسجدهم، وكان منصور يتولى دمشق لمحمد الأمين، وكان الأمين يعجبه البلور، فدس من سرق قلة دمشق - وكانت من بلور - فلما رأى إمام جامع دمشق مكانها فارغاً انفتل من الصلاة وجاء إلى وسط القبة الكبيرة التي بحذاء المحراب، وأخذ قلنسوته، وضرب بها الأرض وصاح بأعلى صوته: سرقت قلتكم. فقال الناس: لا صلاة بعد القلة. فصارت مثلاً.
وكان منصور هو الذين أمر داود بن عيسى صاحب شرطة دمشق فأخذ القلة بعث با إلى محمد الأمين؛ ووقع في دمشق فتن بسبب القلة وغيرها. فولى محمد الأمين سليمان بن أبي جعفر دمشق وأعمالها، ورجع منصور بن المهدي إلى بغداد، ولما انقضت أيام الأمين، فصارت الخلافة إلى المأمون وجه عبد الله بن طاهر إلى دمشق،

نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور    جلد : 25  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست